التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاتفاق بين الإدارة الذاتية والنظام السوري.. الهدف والمقصد


رفيق ابراهيم
أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الثالث عشر من شهر تشرين الأول المنصرم عن التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري في دمشق؛ بضمانة روسية، ينص على انتشار الجيش السوري على طول الحدود السورية ـ التركية بدءاً من منبج إلى الحدود مع العراق للتصدي لهجمات الدولة التركية الاستعمارية والمجموعات المرتزقة الموالية لها، وأكد المسؤولين في الإدارة الذاتية أن هذا الاتفاق يتيح أيضاً الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الدولة التركية الاستعمارية ومرتزقتها، بحسب بيان صدر عنها، وأن الاتفاق عسكري حول انتشار قوات النظام السوري على الحدود الفاصلة بينها وبين تركيا.
وتحاول الإدارة الذاتية المحافظة على خصوصية المناطق الخاضعة لسيطرتها وقواتها العسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية، ولا مركزية الحكم فيها، مع رفض النظام السوري بوجود أي سلطة في تلك المناطق، مكتفية بأن قانون الإدارة المحلية 107 لعام 2012 يقدم الحلول لدمقرطة الحكم في سوريا، وبأنه على قوات سوريا الديمقراطية الانخراط ضمن الجيش السوري. وبعد الاتفاق بدأ جيش النظام السوري بالانتشار في منبج، ومن ثم إلى منطقة عين عيسى وتل تمر، وبالتوازي مع ذلك بدأت الشرطة العسكرية الروسية بتسيير دوريات في المناطق التي تم الاتفاق عليها مع دولة الاحتلال التركي بعد لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره التركي، أردوغان بسوتشي في 22 من الشهر الماضي.
وكان جيش الاحتلال التركي ومرتزقته سيطروا على مدينتي سري كانيه (رأس العين)، وكري سبي (تل أبيض) على الحدود التركية. وحول الاتفاق الأخير قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لمجلة "فورين بوليسي": "إن روسيا والنظام السوري قدمتا لهم اقتراحات قادرة على إنقاذ حياة الملايين من الناس يعيشون تحت حمايتهم. نعرف أنه سيكون علينا تقديم تنازلات مؤلمة مع موسكو وبشار الأسد إذا اخترنا طريق العمل معهم. لكن؛ علينا الاختيار بين التنازلات أو إبادة شعبنا، وبالتأكيد سنختار الحياة لشعبنا". ويرى محللون ممن يتابعون باهتمام ما يحدث على الأرض السورية بأن الطرفين دمشق والإدارة الذاتية بحاجة ماسة لبعضهما؛ للحفاظ على بقائهما ومواجهة الدولة التركية الاستعمارية التي تسيطر بالفعل على أراضٍ سورية في شمال وغرب سوريا، مضيفة إليها سري كانية وكري سبي، وفي النهاية يجب أن تكون هناك محادثات بين النظام والإدارة الذاتية.
مع العلم أن النظام السوري غير جاد ويماطل دائماً الحلول السياسية ويرفض أي خصوصية لمناطق الإدارة الذاتية وهذا ما بدا خلال المقابلة التلفزيونية لبشار الأسد، حيث لمّح إلى أنه يمكن لأفراد هذه القوات أن تنخرط ضمن صفوف الجيش السوري بشكل فردي. ولكن؛ الإدارة الذاتية كانت أكبر بحيث لم تغير من لهجتها التي تدعو للحلول السلمية والسياسية، وصدر بيان من مجلس سوريا الديمقراطية جاء فيه أنهم تلمسوا من الأسد عدم الرفض في خوض عملية تفاوض حقيقية من أجل مواجهة الأخطار المحدقة والتهديدات التي قد تؤدي إلى اقتطاع أجزاء أخرى من الأراضي السورية لصالح دولة الاحتلال التركي.
وتمكنت الإدارة الذاتية في السنوات الماضية من عمرها من بناء مؤسسات خاصة في مناطق سيطرتها والتي تحررت أيضاً، حيث توسعت قدراتها تدريجياً مع تشكيل قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، لتسيطر على نحو 30 بالمئة من مساحة سوريا إثر هزيمتها لمرتزقة داعش في شمال وشرق سوريا.
وقبل الإعلان عن الاتفاق الأخير مع النظام، كانت الإدارة الذاتية قد أجرت الصيف الماضي محادثات أخرى إلا أنها لم تصل لأي اتفاق مع النظام، حيث ترفض الحكومة السورية إقامة أي شكل من أشكال الحكم أو الإدارة الذاتية على أراضيها، وترغب بعودة مؤسساتها كافة إلى مناطق الإدارة وحتى إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع السوري عام 2011.
ولكن؛ أي اتفاق بين الإدارة الذاتية والنظام السوري حول المراحل القادمة وكيفية إدارة المنطقة، هو لمصلحة شعوب المنطقة ولمصلحة سوريا بالدرجة الثانية. ولذلك؛ على النظام السوري قبول مبدأ الحوار الجاد الذي يجب أن يؤدي إلى النتائج المرجوة، والخوض في الحوار السلمي دون اللجوء إلى لغة التخوين والقوة، التي أظنها لن تجلب إلا المزيد من التعقيد في سبل الحل، وعليها أن تكون منطقية وتأخذ بعين الاعتبار ضحايا أبناء هذه المنطقة ودفاعهم المستميت عن الأرض السورية وتحريرهم للأراضي السورية من دنس الإرهاب، وهذا ما يؤكد على أنهم وطنيون بامتياز وعكس ما يروج له البعض. ولهذا؛ ولسد الطريق أمام الغطرسة التركية؛ لا بد من تضافر جميع الجهود للوقوف أمام الخطر التركي المحدق في قضم المزيد من الأراضي السورية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم: هدية علي عضو ديوان المجلس التشريعي لاقليم الجزيرة / الخط الثالث هو المشروع الديمقراطي لبناء سوريا الجديدة

بقلم: هدية علي - سوريا عضو ديوان المجلس التشريعي في اقليم الجزيرة ان الاحداث التي تشهدها سوريا والمنطقه هي.دراماتيكيه متسارعه والقوى التي تدير العالم مثل امريكا وروسيا والصين التي تلعب دور الخافي والقوى الاقليميه والقوى السوريه مثل النظام والمغارضه ومشروعنا الديمقراطي الذي انتهج الخط الثالث الذي لعب الدور المنقذ للشعب والكل له حساباته واجنداته وتحالفه والمشاريع لدى القوى المحليه والثانيه هي مشروع النظام هو هدفه اعادة السيطرة على كامل المناطق واعادة سوريا الى ماقبل ٢٠١١وقوى المعارضه التي قد تكون اسلاميه راديكاليه والاخوانيه وبعضها تبني الفكر السياسي الاسلامي والمعاداة والخط الثالث الذي هو المشروع الديمقراطي المبني على الادارات الذاتيه الديمقراطيه هدفنا هو ان نحمي مناطقنا من الدمار والفوضى والثاني. هو بناء سوريا المستقبل في ظل نظام استبدادي شمولي هذا المشروع الديمقراطي الذي ومنذ السنوات الاولى وحتى الان حقق انجازات كبيرة على الاصعدة .السياسية والدبلوماسية والعسكرية والخدميه بدء من المجالس والكومينات ووصولا الى الهيئات الادارة وتشكيلها وتمثيل كافه المكونات المنطقه فيها هذه الادارة...

مهمة بوتين الرئيسية عام 2020 الإعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال شرق سوريا

  /موسكو: نوس سوسيال/ علمت نوس سوسيال من مصدر رسمي رفيع المستوى في الحكومة الروسية  أن روسيا ستستمر في العام الجديد، في تعزيز موقعها كدولة قوية، وستواصل حل التحديات التي تواجهها وذلك وفقا لاستراتيجيتها السياسية. في  عام 2019 ، تمكنت روسيا من إجبار الكثيرين على التحدث عنها، وتعتزم مواصلة فرض "رؤيتها وأسلوبها"، مما سيعزز الوجود الروسي في الساحة الدولية. وأشارت اشارت نوس سوسيال إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أعلن ذلك خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالعام الجديد. ووفقا لنوس سوسيال يواجه الكرملين العديد من الأسئلة والمسائل التي يتوقع حدوث تقدم كبير فيها. على سبيل المثال، يستمر الدفء بالتسلل تدريجيا إلى العلاقات بين كييف وموسكو: لقد كانت المفاوضات متوقفة منذ عام 2016، لكن صعود فلاديمير زيلينسكي إلى السلطة غير ميزان القوى. ونتيجة لذلك، في 29 ديسمبر الماضي، تمت عملية لتبادل الأسرى والسجناء بين أوكرانيا ودونباس، بعد التبادل الأول الذي جرى في 7 سبتمبر. وأكد المصدر الحكومي على أن روسيا ورغم منح سلطات كييف المجال للمناورة، أكدت أنها "لن تبدأ أي مفاوضات بشأن شبه جزيرة القر...

تنويه / نوس سوسيال تحقق سبقا صحفيا في الاشارة على قياة وتواجد سليماني بالقرب من السفارة الأمريكية

بتاريخ 31 من كانون الأولا المنصرم نشر موقعنا خبرا عن الهجوم على السفارة الامريكية في بغداد وكنا قد ذكرنا ان من ضمن المشاركين في القيادة الميدانية للهجوم الخزعلي الذي يتلقى أوامره من قاسم سليماني وعلى مرأى مراسل نوس سوسيال في بغداد ومسمعه حيث كان بالقرب بضعة أمتار من سيارة اللواء قاسم سليماني المتنكر في لباسه وهو يعطي آوامره للخزعلي عبر الهاتف  الجوال قائلا اسمع ياخزعلي إياكم أن تتراجعوا أحرقوا أبواب السفارة واقتحموها ودمروا وأحرقوا كل شئ فيها وذكرمراسلنا ان سليماني يتنقل بشكل دائم بين العراق وسوريا ولبنان لقيادة العمليات العسكرية بذلك يكون موقعنا نوس سوسيال قد حقق سبقا صحفيا في نشر كل أخباره الميدانية بصدق وامانة صحفية فاقتضى التنويه