التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مخاوف أوروبية تجدد شبح استئناف العقوبات الدولية على إيران

باريس/بروكسل (رويترز) - يقول دبلوماسيون إن تهديد أوروبا بإطلاق آلية قد تؤدي إلي إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران يمثل انهيارا للجهود الدبلوماسية الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وربما يكون نذيرا بنهايته.

وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا سعت لإنقاذ الاتفاق الذي تعهدت إيران بمقتضاه بتقييد برنامج تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات التي كبلت اقتصادها وذلك منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في العام الماضي.
غير أن القوى الأوروبية الثلاث أخفقت في الوفاء بالعوائد التجارية والاستثمارية التي وعدت بها إيران بموجب الاتفاق إذ لم تستطع حماية طهران من تجديد العقوبات الأمريكية التي خنقت تجارة النفط الحيوية للاقتصاد الإيراني.
ودفع ذلك إيران إلى التراجع خطوة خطوة عن التعهدات التي قطعتها على نفسها بموجب الاتفاق فيما يتعلق بالحد من الانتشار النووي.
ويوم الاثنين أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران استأنفت تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو الواقعة تحت الأرض وأنها تعمل بسرعة على زيادة وتيرة التخصيب بمجموعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي حظر الاتفاق النووي استخدامها.
وأثار ذلك انزعاج القوى الأوروبية التي استخفت بانتهاكات طهران فيما سبق مثل تجاوز الحد الأقصى لمخزون اليورانيوم المخصب ودرجة نقاء التخصيب باعتبارها خطوات تافهة ويمكن العدول عنها.
وأثارت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إمكانية إعادة العقوبات الدولية للمرة الأولى في ساعة متأخرة يوم الاثنين بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث في باريس وقالت إنها على استعداد ”للنظر في كل الآليات ... بما في ذلك آلية فض المنازعات“.
وبمقتضى أحكام الاتفاق المبرم عام 2015 يحق لأي طرف يعتقد أن الطرف الآخر لا يلتزم بما عليه من تعهدات أن يحيل الأمر إلى لجنة مشتركة تضم إيران وروسيا والصين والقوى الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي.
وإذا لم يستطع الطرف الشاكي تسوية المسألة على مستوى اللجنة يمكنه إخطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يتعين عليه أن يجري تصويتا خلال 30 يوما على قرار بشأن استمرار تخفيف العقوبات الساري على إيران.
وإذا لم يتم البت في هذا الأمر خلال تلك الفترة الزمنية يعاد فرض العقوبات التي كانت تفرضها الأمم المتحدة سابقا ما لم يقرر مجلس الأمن خلاف ذلك.
وقال دبلوماسي أوروبي ”نحن لا نريد الانسحاب (من الاتفاق) بسرعة لكن وبنفس القدر من الأهمية لا يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي“.
وأضاف ”الروس والصينيون لن يطلقوا هذه (الآلية) لكن سيتعين علينا نحن الأوروبيين أن نأخذ موقفا في وقت من الأوقات“.
وتابع أن المسألة ليست البت في ذلك من عدمه بل توقيت الخطوة الأوروبية ما لم تتراجع إيران عن موقفها. وقال ”لكن حتى حينها فهم يكتسبون خبرات (نووية) بتشغيل أجهزة الطرد المركزي تلك ولذا فعلينا أن نتحرك“.
والتخصيب هو السبيل الرئيسي لإنتاج الوقود اللازم لتفجير قنبلة نووية وذلك رغم أن إيران خصبت الوقود إلى درجة نقاء نسبتها 4.5 في المئة أي ما يناسب توليد الكهرباء تقريبا وهو ما يقل كثيرا عن مستوى التخصيب اللازم لتصنيع القنبلة وهو 90 في المئة.
وتفاقم الاستياء الأوروبي باحتجاز مفتشة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشأة نطنز النووية الإيرانية في أواخر أكتوبر تشرين الأول بما يخالف نصوص الاتفاق التي تقضي بأن تتيح إيران دخول الموقع يوميا كلما طُلب منها ذلك.
وقال دبلوماسيون إن اجتماعا لأطراف الاتفاق سيعقد خلال الأسبوع المقبل لبحث التطورات الأخيرة. لكنهم يقولون إن من المستبعد أن يطلق الأوروبيون الآلية قبل شهر يناير كانون الثاني المقرر أن تعلن فيه إيران جولتها القادمة من خطوات التراجع عن الالتزام بالاتفاق.
وقال دبلوماسي آخر ”ما نشهده الآن هو تفكيك الخطة“ مشيرا إلى الاسم الرسمي للاتفاق النووي وهو خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضاف ”لم نبت بعد في أمر إطلاق الآلية لأننا نريد التأكد من الكيفية التي ستساعدنا بها في محاولة نزع فتيل التوترات. والأسئلة التي نطرحها هي متى وكيف وما إذا كان ذلك سيفيدنا“.
وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء أن إيران أطلقت من جانبها آلية الشكوى وأنها تتوقف عن الالتزام بتعهداتها لأن الأوروبيين أخفقوا في حمايتها من العقوبات الأمريكية.
وكان الهدف من الاتفاق هو إطالة الفترة التي تحتاج إليها إيران لتجميع ما يكفي من المواد الانشطارية لتصنيع قنبلة ذرية إذا ما أرادت ذلك لتصبح عاما بدلا من شهرين أو ثلاثة أشهر.
وقال دبلوماسي آخر في الاتحاد الأوروبي ”نحن ندخل الآن مرحلة لأفعال إيران فيها أثر خطير“ على تلك الفترة اللازمة لتصنيع القنبلة. وأضاف أن فرص جمع إيران والولايات المتحدة مرة أخرى على مائدة التفاوض أصبحت ضئيلة للغاية الآن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم: هدية علي عضو ديوان المجلس التشريعي لاقليم الجزيرة / الخط الثالث هو المشروع الديمقراطي لبناء سوريا الجديدة

بقلم: هدية علي - سوريا عضو ديوان المجلس التشريعي في اقليم الجزيرة ان الاحداث التي تشهدها سوريا والمنطقه هي.دراماتيكيه متسارعه والقوى التي تدير العالم مثل امريكا وروسيا والصين التي تلعب دور الخافي والقوى الاقليميه والقوى السوريه مثل النظام والمغارضه ومشروعنا الديمقراطي الذي انتهج الخط الثالث الذي لعب الدور المنقذ للشعب والكل له حساباته واجنداته وتحالفه والمشاريع لدى القوى المحليه والثانيه هي مشروع النظام هو هدفه اعادة السيطرة على كامل المناطق واعادة سوريا الى ماقبل ٢٠١١وقوى المعارضه التي قد تكون اسلاميه راديكاليه والاخوانيه وبعضها تبني الفكر السياسي الاسلامي والمعاداة والخط الثالث الذي هو المشروع الديمقراطي المبني على الادارات الذاتيه الديمقراطيه هدفنا هو ان نحمي مناطقنا من الدمار والفوضى والثاني. هو بناء سوريا المستقبل في ظل نظام استبدادي شمولي هذا المشروع الديمقراطي الذي ومنذ السنوات الاولى وحتى الان حقق انجازات كبيرة على الاصعدة .السياسية والدبلوماسية والعسكرية والخدميه بدء من المجالس والكومينات ووصولا الى الهيئات الادارة وتشكيلها وتمثيل كافه المكونات المنطقه فيها هذه الادارة...

مهمة بوتين الرئيسية عام 2020 الإعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال شرق سوريا

  /موسكو: نوس سوسيال/ علمت نوس سوسيال من مصدر رسمي رفيع المستوى في الحكومة الروسية  أن روسيا ستستمر في العام الجديد، في تعزيز موقعها كدولة قوية، وستواصل حل التحديات التي تواجهها وذلك وفقا لاستراتيجيتها السياسية. في  عام 2019 ، تمكنت روسيا من إجبار الكثيرين على التحدث عنها، وتعتزم مواصلة فرض "رؤيتها وأسلوبها"، مما سيعزز الوجود الروسي في الساحة الدولية. وأشارت اشارت نوس سوسيال إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أعلن ذلك خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالعام الجديد. ووفقا لنوس سوسيال يواجه الكرملين العديد من الأسئلة والمسائل التي يتوقع حدوث تقدم كبير فيها. على سبيل المثال، يستمر الدفء بالتسلل تدريجيا إلى العلاقات بين كييف وموسكو: لقد كانت المفاوضات متوقفة منذ عام 2016، لكن صعود فلاديمير زيلينسكي إلى السلطة غير ميزان القوى. ونتيجة لذلك، في 29 ديسمبر الماضي، تمت عملية لتبادل الأسرى والسجناء بين أوكرانيا ودونباس، بعد التبادل الأول الذي جرى في 7 سبتمبر. وأكد المصدر الحكومي على أن روسيا ورغم منح سلطات كييف المجال للمناورة، أكدت أنها "لن تبدأ أي مفاوضات بشأن شبه جزيرة القر...

تنويه / نوس سوسيال تحقق سبقا صحفيا في الاشارة على قياة وتواجد سليماني بالقرب من السفارة الأمريكية

بتاريخ 31 من كانون الأولا المنصرم نشر موقعنا خبرا عن الهجوم على السفارة الامريكية في بغداد وكنا قد ذكرنا ان من ضمن المشاركين في القيادة الميدانية للهجوم الخزعلي الذي يتلقى أوامره من قاسم سليماني وعلى مرأى مراسل نوس سوسيال في بغداد ومسمعه حيث كان بالقرب بضعة أمتار من سيارة اللواء قاسم سليماني المتنكر في لباسه وهو يعطي آوامره للخزعلي عبر الهاتف  الجوال قائلا اسمع ياخزعلي إياكم أن تتراجعوا أحرقوا أبواب السفارة واقتحموها ودمروا وأحرقوا كل شئ فيها وذكرمراسلنا ان سليماني يتنقل بشكل دائم بين العراق وسوريا ولبنان لقيادة العمليات العسكرية بذلك يكون موقعنا نوس سوسيال قد حقق سبقا صحفيا في نشر كل أخباره الميدانية بصدق وامانة صحفية فاقتضى التنويه