أيها الضالع في حزني المتخثر مذ كنت وحدك في التيه البكر الشاعرة ميديا شيخة بلادا" وكان رماد البدء سواد الخليقة قبلك ليس وجهك الرقراق الذي امتطى عشائر الغيم وانهمر وابلا" من الضحكات عند الفجر ووابلا" من النكبات والهزائم ليس الآلهة وحدهم يتوضؤون برذاذ خطاك الفتية ورعاف صوتك الممشوق على مخمل الأرض وليس الطغاة وحدهم يقيمون لك الليل الأبله الذين سميتهم شعوبا" وقبائل أيضا" وما أشبه بظلي كان أول' العباد ربما، لم يكن هناك في أقصى البلاد وشاح لوجهي أو أجنحة للغبار و لعابري السبيل لم تكن دروب تتكىء حينا" كالغيم المرهق على ركبة الريح ليمضي في سبيله هم وحدهم يعلمون أن قامة النار لم تنم هنيهة" في قفطان المدينة والمهووسون بالحرائق مثلهم وبأزيز البنادق والسابقون من قبلهم حتى اللاحقون بعدهم مثلهم أو مثلنا لا أدري ربما الكلام حينئذ تشظى في سفر التكوين حتى المراثي تدثرت بعباءات القوافي ولم ترتق في السر الدفين مداها كعادتها الهمهمات تمضي وحيدة" في غبار الشرق دون عودة قالوا إن للحروف هامات خفية