ليلان جمال

لاشك أن المرأة هي الأم ,الأخت ,البنت ,الزوجة ,الرفيقة والحبيبة وهي محرك للطاقات والمؤثر في أي قضية وعضو فعال مكون للمجتمع وهذه هي الحقيقة الطبيعية والواقعية .
لقد ورثنا تركة ثقيلة من القوانين المتخلفة التي تجسد التمييز ما بين المرأة والرجل والعنف الممارس ضدها , وعانت من الظروف الصعبة والقاسية التي أرغمتها على حرمانها من حقوقها , منها العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي ومنها الظروف السياسية التي مرت بها كردستان والاعراف العشائرية التي تقيد المرأة وتجعلها أسيرة للرجل ولكن المرأة الكردية أثبتت جدارتها وقوتها في ظل كل هذه الصعوبات واخترقت الحياة من أوسع أبوابها وشاركت مشاركة فعالة في النضال مع الحركة التحررية الكردستانية مقاتلة مستلهمة من وحي وفكر القائد الكردي عبد الله أوجلان وهي اليوم تقف جنباً إلى جنب مع الرجل وتعمل في السلك الإداري بجميع اختصاصاته , وبعد فقدان التوازن للنظام الذي حرم المرأة من كافة حقوقها ومنذ بداية الأزمة السورية 2011 لوحظ تغيير جذري لواقع المرأة في غربي كردستان حيث أثبتت وجودها بأعلى صوتها في جميع مرافق الحياة منها السياسية والأدارية لتجعل من الحياة ذات نكهة خاصة معطرة برائحة الحرية والعدالة تخترق مجالات الحياة المختلفة وتكون لنفسها كياناً خاصاً تتمتع بحقوقها في الحياة .
إن عملية التنمية الكاملة في كردستان والرفاهية تتطلب أقصى مشاركة للمرأة مساواة مع الرجل في جميع ميادين الحياة ومنها عملية صنع القرار.
ولكن ما نلاحظ أن هناك بعض القيود الاجتماعية لازالت مفروضة على المرأة , والإرث العشائري وعاداته تقيد المرأة وتفرز ظواهر سلبية على كيان المرأة في ظل هذا التطور والإبداع في كردستان .وجمالية المرأة الكردية تختفي بين الذهب و أسطورة الارستقراط وهي مرتبطة بثقافة المرأة عندما تجعل من صدرها ووجهها و أيديها محمل كامل للصياغة ظناً منها أنها تزيد من جمالها و أناقتها وتتباهى أمام الناس أنها من عائلة غنية جداً لجذب أنظار الناس .ولكن ما يزيد جمال المرأة هي أخلاقها و طريقة تعاملها مع الحياة وفق أسس علمية وثقافية تجعل من الحياة لها قيمة ومعنى , وعند المطالبة بالمهور الغالية تظن أن قيمتها كبيرة وغالية وجمالها خارق دون الشعور بأنها سلعة تباع وتشترى مقابل هذه الأثمان الباهضة .
هذه الجوانب من الحياة تجعل من المرأة والمجتمع أسيرة الثقافة , ونحن في غربي كردستان –روج آفا – وتجربة ديمقراطية جديدة للإدارة الذاتية الديمقراطية تشهد فيها التطور والازدهار وترسم للحياة مراسيم سياسية تطوف بنا نحو التقدم العلمي والحضاري ولكن يجب النظر إلى جميع جوانب الحياة من زاوية واحدة كي تتقدم وتتطور أكثر فأكثر و إن الإرث الإجتماعي والعشائري ينبغي النظر للمرأة دون تهميشها لأن عملية التنمية المتكاملة لن تكون بدون تحرير الإنسان من القيود الاجتماعية والظواهر السلبية في المجتمع .
إذاً على المرأة الكردية أن تأخذ الدروس والعبر من إرثها السياسي وتاريخها المنحوت بالجروح والكدمات لصنع قالب جمالية المرأة الكردية وثقافتها وتطلعاتها المستقبلية نحو الحرية والأمة الديمقراطية حاملة سلاحها بمسحة جمالية بين الجمال وعيار الذهب 21
ليلان جمال
تعليقات
إرسال تعليق