شعر الدكتورة ميديا شيخة
أنمو في ظلك الوارف.
أرفع قامتي الخضراء بك
لتلامس الغيم
ومثلما لم أستحم في مياهك
العالية
ولم تهلهل الطلقة الشاردة في الهواء
كأنني أيضا" لم أكبر
أرأيت رصاصة تخطىء مرماها
وتبعثر أشلاء هذا الضجيج؟
ربما القادم لن يأتي
وربما يهدر الإنسان رحيق روحه
ويمضي في تيهه...
لا مجازفة" بالأخطاء
ولا سعيا" إلى مهالك الريح
وأنت أيقونة الروح في مسعاك
وفي حزن محياك
ولا اعتذر من دمعي..
كم هائل هذا البكاء
لاتسألني عن وطن
أو عن وتد
ولا عن العاصفة الصفراء
لا يأتمنها في قرقعة الفصول
أحد..
كم من سحاب أهوج حل هنا
ورائحة البارود
تسد أنوف العباد
والجيف من الكلام
وزيف السلام..
هوذا وطني بين يديك
ويدي سراب من الأسلاك .
خطوتان نحو مواسم حنطة الروح
لأقايضه بقصيدة من فمك
وأحزان تفيض بالنواح
أفرش ظلي لتجلس عليه..
أنت الوطن الذي استوطنني
قليل مما ظل منك
يكفيني مؤونة" للعمر
قليل من سكر الأمنيات
لمرارة صرختي دونك
رياح تهب فيك
ولا نجم يبتهل الآن
وكأن الخطو إليك
لا حول له ولا قوة ولا عنوان..
ومازال الدخان يفوح منك
منذ الفجر الذي راح في غيابك
وقطعان الخراف
التي هبت من أصابعك
على روابي صدري ..
مازال عويلي يسيل فيك
وسهدي الأزرق لا يغفو
إلا على سجادة صلاتك..
كرضيع يغفو على قماش الليل
ورائحة تظللها محو ابهام
..تظل أسئلتي مشتعلة تنفخ النيران
عن وجهك الملاك حتى ماء آخر!
ميديا شيخة
تعليقات
إرسال تعليق