الرد القطري عند الشيخة موزه الخبر اليقين؟!
حسن ظاظا
مؤلم جداً الانحدار في تعاطي الموقف القطري سياسياً وإعلامياً مع قضايا
جوهرية تتعلق بالأمن والاستقرار ومواجهة
تهديدات استراتيجية باتت مصادرها معروفة للقاصي والداني والتخندق في
صف الدول المارقة إثر قمة الرياض في اتخاذ
مواقف حاسمة تجاه الإرهاب ومموليه وجماعاته وأحزابه الذين يعملون بكل الوسائل
لزعزعة استقرار دول المنطقة وخلخلة صفها الموحد ودفعها نحو الفوضى والخراب والقتل
والتدمير.
دول المنطقة ومنذ ما يزيد على عشرين عاماً تجرَّعت كثيراً من السم الذي
كانت تقدمه (قناة الجزيرة) وسيلة الإعلام القطرية لترويج العنف والإرهاب وتشويه
القضية الكردية وبث روح الشقاق بين الكرد وأحزابهم السياسية، نعم الجزيرة استهدفت
الكرد مراراً من خلال (الاتجاه المعاكس) كما وأنها استهدفت البلدان العربية والاقليمية
في كل الدول هذه المواقف المخزية تنسجم مع سياسة تركيا وإيران وقطر الإرهابية التي
تعيش عزلة بعد أن نبذها العالم أجمع؛ خرج الموقف القطري إعلامياً وسياسياً عن
الإجماع الخليجي والعربي والإسلامي طيلة السنوات الماضية وتعاملت دول المنطقة مع
قطر بكل حكمة وصبر وتجاهل ذكي أحياناً لعل وعسى أن ترتد وتراجع سياساتها ومواقفها
الإعلامية لكن دون جدوى وبلا حسيب أو رقيب تبث سمومها عبر الجزيرة منبر التحريض
بشكل وأسلوب لوجستي لدول الإرهاب وتركيا وقطر وإيران والسؤال هنا: لماذا لم يشمل
قرار المقاطعة تركيا هي اليوم رأس الحربة للإرهاب وإدارة التنفيذ لراعية الإرهاب
قطر وأسئلة كثيرة حول استثناء تركيا من القرار؟
ظل الموقف القطري كما هو... رافضاً كل الشروط والمطالب بل وأصبحت وسائله
الإعلامية العلنية وغيرها من الوسائل الإعلامية المعروفة والسرية وعبر قنواتها
ومواقعها مثل (الأورينت) وقناة (الدنيا) التركية الممولة بالكامل من الحكومة
القطرية تسيء لمواقف جاراتها وشركائها دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية
ولرموزها الحاكمة في تجاوز كل القيم التي تربى عليها الخليجيون وظلت على الدوام
محل التزام الأسر الحاكمة في دول الخليج ولم يسلم الكرد من حقدها وسمومها عبر
وسائلها الإعلامية وقناة الجزيرة تندرج في قوائم الصحافة الصفراء وبلا حسيب أو
رقيب بحيث لا تعرف ماذا تريد قطر؟ وإلى أين تسير؟ ولماذا استهدفت الكرد في برامجها
الإرهابية السوداء؟ وهل هناك عقد مبرم بين تركيا وإيران وقطر وسوريا من خلف الكواليس
لاستهداف الشعب الكردي وقضيته العادلة؟ ماذا فعل الشعب الكردي لقطر حتى تصب حقدها
وإرهابها عليه؟ لقد أوقعت قطر نفسها في (مأزق) كبير في معاداة الشعب الكردي
والعالم الإسلامي يتبرَّأ من سياساتها وإعلامها الذي يتقيأ حقداً ومكراً ينفث
سمومه في كل اتجاه خدمة لتركيا وإيران وسوريا ضد الشعبين الكردي والعربي والشعوب
الأخرى.
قطر التي ادعت أنها تراجعت أو أحست بمدى الضرر الذي ألحقته بنفسها وبدول
المنطقة عادت مرة أخرى إلى أعمالها الخبيثة من خلال قواها الإعلامية السرية في
مدينة عينتاب التركية والخفية بأسماء وهمية و(لوكيات) مختلفة الأشكال والألوان
ومكتبها المعروف بعينتاب (قناة الجزيرة) الاستخباراتي بالتنسيق مع المخابرات
التركية، مدينة عينتاب التي فتحت أبوابها لمؤسسات إعلامية ووكالات ومواقع كثيرة
غير معروفة تمولها قطر وتديرها المخابرات التركية وذلك للإساءة للدول الكبرى المعتدلة
في المنطقة ولتحويلها لمركزٍ للتجسس وجمع المعلومات والإحداثيات للحرب الدائرة في
سوريا مرتكزة على جيش من المراسلين الشباب وتوجيههم نحو ثورة روج آفا بشكل خاص
وإحداث بلبلة وتأجيج المتطرفين الإرهابيين والتحريض بصورة مختلفة وبلغة تعكس رداء
النوايا والخبث الأردوغاني والقطري معاً.
الإعلام القطري مكشوف إلى حد التعري ومبتذل إلى حد الفحش والفجور عبر
(الجزيرة) لكن المؤسسات والوكالات والمواقع الإعلامية المستقرة في عينتاب وكل
مراسليها أخطر من الجزيرة التي ظلت لسنوات حتى هذه اللحظة همزة وصل بين الحركات
المتطرفة والجماعات المسلحة الإرهابية ومنبراً لكل أصوات النشاز التي يقدم إعلام
قطر أصحابها على أنهم أبطال حماة الديمقراطية ودعاة حقوق الإنسان كما يتراءى في
المخيلة القطرية والتركية الخبيثة والأطماع الإيرانية في الهيمنة والسيطرة
والاحتلال لسوريا ولبنان والعراق لإقامة الهلال الشيعي ولم تسلم كردستان من هذه
المشاريع الطائفية بحكم احتلال إيران لجزء من كردستان وتركيا تحتل الجزء الأكبر
منه والتي منذ بداية الأزمة السورية تتفاقم بمستجدات جديدة بشكل يومي على الصعيد
السياسي والعسكري واعتداء تركية على الحدود السورية والحشد العسكري للجيش التركي
على عفرين ينذر بحرب شاملة في المنطقة واحتلال تركي وإيراني لسوريا كل هذا من أجل
الوقوف أمام المشروع الفيدرالي لسوريا الذي يضمن وحدتها من الشمال إلى الجنوب، هذا
المشروع الوطني الرائد هو الضامن الوحيد للحفاظ على وحدة الاراضي السورية والعيش
المشترك لكل المكونات السورية ،نعم... الفيدرالية لسوريا الغد... سوريا الجديدة
اتحادية فيدرالية ديمقراطية، هذا المشروع الفيدرالي يوفر الأمن والسلام والعيش
المشترك لا يرضي (رعاة) الإرهاب - تركيا وإيران وقطر- في الشرق الأوسط، فالتعنت القطري يرفض المطالب
الخليجية والعربية للتخلي عن سياساتها الداعمة للإرهاب، واعتراف وزير الخارجية
القطري برعاية ودعم الإرهاب ما هو إلا الدليل القاطع على الدولتين تركيا وقطر في
احتواء ودعم الإرهاب ورعاية الإسلام السياسي المنظم الذي تقوده تركيا ضد شعوب
وبلدان الشرق الأوسط والعالم بتمويل قطري والسؤال هنا... هل تريد دولة قطر النيل
من الشعب الكردي وقضيته العادلة؟! ماذا فعل الكرد لقطر لتشن الحرب على شعب آمن
مسالم وصديق مخلص لأصدقائه.
لقد حول طيب رجب أردوغان حقده على الكرد وغيرهم من الشعوب في دول المنطقة،
وتشبُّث قطر بعدم الإجابة على تحقيق المطالب وإصرارها على الحوار بهدف المماطلة
رغم الحصار الذي فرض عليها ولدى وزراء الخارجية العرب العديد من الوثائق تدين قطر
مع حليفتها تركيا رأس الحربة لتنفيذ العمليات الإرهابية في العالم، وعبر التاريخ
الطويل بين الكرد وقطر لا يوجد خلاف وخصام بينهما لتدفع تركيا على الاعتداء على
الشعبين الكردي والعربي.
إن اجتماع وزراء الخارجية العرب لدول المقاطعة القطرية الأربعاء الماضي
للاستماع للرد القطري لم يحقق شيئاً، إذ بقيت قطر مصرة على عدم الرد والعودة إلى
الحوار، وبعد صدور بيان وزراء الخارجية تبين أن قطر مصرة على موقفها بعدم الرد
ودعا البيان إلى الالتزام بالقانون الدولي والتسامح ولكن تصريحات وزير الخارجية
السعودي حول تورط تركيا في العمليات الإرهابية مع قطر قائلاً: تركيا تقف على
الحياد مؤشر على أن هناك رد سعودي حاسم على دولة قطر والسؤال هنا: على من تُعوِّل
قطر، على إيران أم على تركيا...؟! وهل الموقف المتعنت لقطر سيبقى على حاله ؟! أم
أنَّ وزراء الخارجية العرب لديهم الرد المناسب؛ ولكن عند موزه الخبر اليقين.
تعليقات
إرسال تعليق