التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم:مصطفى عبدو / لماذا كل هذا الاهتمام بـ “قسد” ؟؟؟





مصطفى عبدو/
باعتبار أن عنوان زاويتنا بصراحة… سنتكلم بصراحة وبشفافية أيضاً. فمن يتابع الشأن السياسي على مدى تأسيس قوات سوريا الديمقراطية وحتى الوقت الراهن، سيتوصل إلى نتيجة مفادها أن مفهوم “قسد” تتجسد معانيها في مواقفها الوطنية والسلمية، وبنضالها السياسي والعسكري وأن هذه القوات لا يمكن أن تكون إلا بهذه الصورة الناصعة التي تعطي الدروس (لملوك السياسة) إذا جازت هذه التسمية وخاصة بعد المواقف السياسية الأخيرة لقائد هذه القوات ودبلوماسيته..
لوحة فنية متجانسة في عناصرها الجمالية.. لم تعتمد اللون الواحد، بل تمثلت فيها كل ألوان الطيف الجميل، دون أن يكون هناك تمايز بين دين أو مذهب أو قومية .. هؤلاء بعضهم أخوان بعض في الوطنية ومتساوون في درجتها، مع احتفاظ كل واحد بخصوصيته، وبما يؤمن به، ما دام لا يتعارض مع مصلحة المجتمع السوري..
هكذا هي قوات سوريا الديمقراطية، تستمد خصوصيتها من التعددية, فكان التنوع والتعدد مصدر ثراء لحالتها الجمالية الفريدة وأضفت عليها تناسقاً بديعاً، وبعثت فيها هذا الروح.. فكثرة الألوان أعطت تميزاً أكثر لهذه القوات عن غيرها.. لدرجة يصعب على المراقب أن يعرف هذا المكون أو ذاك إلى أي مذهب أو قومية أو دين ينتمي، أو يميز عنصراً من هذه القوات عن آخر في الشجاعة والبسالة والمروءة،  فقد انصهر الجميع  في بوتقة المجتمع، فأصبحوا على مستوى واحد في الوطنية، وفي رسم هذه اللوحة الخلابة، دون حزبية ضيقة، أو طائفية مقيتة..
إنهم حقاً شباب بارعين في الوطنية، وفي الرؤى والمفاهيم والتصورات، وفي كل ما يتعلق ببناء الوطن والمواطنة المتساوية، ونبذ الإقصاء والطائفية التي دمرت  المجتمع وشجعت على التناحر والانقسام والصراع على المكاسب الفئوية والتي فتحت الأبواب على مصراعيها أمام الآخرين للتدخل في الشأن الوطني.
خلاصة الكلام, في وقت كانت دوامة الإحباط والأسى والخوف تلف الجميع؛ لِمَا آل إليه وضع المجتمع؛ لم يكن أمام هؤلاء الشباب سوى الاندماج مع المجتمع والقيام بدورهم الوطني، وما قامت وتقوم به قوات سوريا الديمقراطية هو أمر حتمي بالنسبة إليها، ويؤكد على أن التعايش المشترك ضرورة وطنية ويتوقف عليها مصير المجتمع السوري بأطيافه المتعددة ..
 فعندما تكسب أية قوات، استجابة المجتمع لها، وعندما تكسب هذه القوات الرأي والحجة، في إقناع المجتمعات بصوابية سياساتها، وعندما تعمل هذه القوات بإصرار على النهوض بالمجتمع وعندما تسعى للتخلص والابتعاد عن قبضة عرَّابي الفرقة و الانقسام، وتلجأ إلى خيار الاحتكام للشعب من أجل وحدة الصف، وخندق الشعب الواحد، فليس من المنطق، أن نشك أبداً بأن ساعة الحسم آتية..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ دساتير سوريا

تاريخ دساتير سوريا    المعدلة – حسن ظاظا - تاريخ دساتير سوريا المرنة : بعد انسحاب العثمانيين من سوريا في 1 أكتوبر 1918 شكلت حكومة وطنية برئاسة علي رضا الركابي، وفي مايو 1919 وبناءً على اقتراح الأمير فيصل جرى عن طريق الناخبين الثانويين الذين انتخبوا نواب مجلس المبعوثان العثماني في إسطنبول عن ولايتي دمشق وحلب وفق القانون العثماني انتخاب أعضاء "المؤتمر السوري العام" أما في سائر مناطق بلاد الشام والمشمولة بولاية الحكومة نظرياً فقد اكتفي بعرائض وقّع عليها الأهالي لاختيار الممثلين، وفي 19 يونيو 1919 عقد المؤتمر السوري العام أول جلسة له وانتخب محمد فوزي باشا العظم رئيساً له وبعد اعتكاف هذا الأخير أصبح هاشم الأتاسي رئيساً للمؤتمر، وفي 8 مارس 1920 أعلن المؤتمر دون التنسيق مع الحلفاء "استقلال سوريا" وأعلن قيام المملكة السورية العربية وعيّن فيصل الأول ملكاً عليها، غير أن هذا الكيان لم يحظ بأي اعتراف دولي، رغم ذلك فقد شكل المؤتمر لجنة خاصة برئاسة هاشم الأتاسي مهمتها صياغة دستور المملكة وجاء الدستور باثني عشر فصلاً و147 مادة، ومن أهم ما جاء فيه أن سوريا "ملكي

بيروت: نوس سوسيال/ حوار مع الاعلامية كابي لطيف: قدري أن أكون في لبنان… شبعت غربة

  بيروت: نوس سوسيال                              حوار جومانا نصر قالوا «كابي لطيف في بيروت». وهل ثمة تردد في ملاقاة هذا الوجه الاعلامي الساحر الذي اشتقنا الى صوته وخبراته؟ في حضورها وهج ما يأسرك وينقلك من حيث لا تدري الى زمن الأبيض والأسود حيث كان للأصالة الاعلامية مساحة ولتلفزيون لبنان واذاعة بيروت كل العز. حنينها الى «بيروت» لم يخفت، لكن مجرد أن تطأ كابي لطيف مسرح طفولتها ومراهقتها وشبابها الذي تفتح مع أزيز القذائف، تخلع عنها رداء المهنة وتعود تلك المراهقة العاشقة لعاصمة لم تخلع يوماً رداءها. من فندق «لو غبريال» في منطقة الأشرفية حيث أقامت كابي لطيف أثناء زيارتها لبنان، كان هذا اللقاء الآسر كما صوتها الاذاعي… عشقها للوطن لا يوازيه عشق. مع ذلك تراها تعيش الغربة من دون ان تغفل مناسبة على الوطن الذي احبته حتى المسامحة. في زيارتها الأخيرة كانت المفكرة مليئة بمواعيد وطاولات مستديرة: وزير الثقافة غابي ليون، وزير الاعلام وليد الداعوق، شخصيات سياسية وفكرية… ولأن الوطن كان وسيبقى الهاجس الأول في مسيرة حياتها المهنية وحتى الشخصية، كان لبنان الفرح والحياة هو العنوان لسلسلة حلقات إذا

لسيرة الذاتية للكاتبة سهير القلماوي مصرية المولد وكردية الأصل

وأول من قامت بإنشاء أول مكتبة في صالة مسرح الأزبكية والتي تقوم فيها ببيع الكتب بأرخص سعر إنها الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي. حياتها ونشأتها لدت الكاتبة سهير القلماوي في القاهرة  من اب كردي وأم كردية الاصل مصرية الموطن   وكان ذلك في عام 1911، تربت وسط أسرة مثقفة تفتخر بالعلم وتقدره، كانت كاتبتنا تحب الإطلاع والقراءة حيث أن والدها كان يحب الكتب ولديه مكتبة ضخمة ذخيرة بكتب معظم الكتاب الذين لهم صيت عالي وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي، ابن إياس، طهحسين واستطاعت سهير القلماوي من خلال هذه الكتب تكوين موهبتها وشخصيتها الأدبية. في حلول عام 1919 تأثرت كاتبتنا بالنساء المصريات اللواتي قامن بالمشاركة في ثورة 1919 ومن أمثالهن صفية زغلول وهدى شعراوي وكانت هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها السيدات في الثورات، كانت سهير القلماوي ترغب في دراسة الطب إلا أن تم عدم قبولها وفي عام 1928 تخرجت من الكلية الأمريكية للفتيات إلا أنها قامت بتكريس حياتها في دراسة الأدب العربي وكان والدها يشجعها على  ذلك نجدها تعلمت الإرشاد واللغة العربية على يد الدكتور طه حسين الذي كان يرأس قسم اللغة ا