
عقد حلف الناتو قمته على مدار يومين في لندن, وذلك على وقع حرب كلامية بين الأعضاء وكان أبرزهم فرنسا وتركيا.
الباحث والمحلل السياسي من واشنطن بشار جرار، قيم قمة الناتو قائلاً: "لم يحظ باباراتزي أردوغان ولا مصورو وكالات الأنباء العالمية بابتسامة واحدة للرئيس التركي حتى في اللقطة الجماعية المعروفة بلغة الصحافة بالفوتو آب!".
وأضاف "لم يشفع وقوف رجب طيب أردوغان على يسار الرئيس الأميركي القطب الأكبر للناتو أمام سيل الانتقادات التي انهالت على رأس الزعيم "العصملي" من كل حدبٍ وصوب وخاصة الركلات المباشرة واللولبية التي سددها في مرماه وعلى مسمع ومرأى الصحافة العالمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".
ورأى جرار "كان حظ أردوغان العاثر زلةُ لسان عندما هدد بعدم الموافقة على أي اتفاق أو بيان يصدر في الذكرى السبعين لقيام الناتو في حال عدم تضمين البيان الختامي عبارات إدانة لوحدات حماية الشعب واعتبارها تنظيما إرهابيا.
ما تلقاه أردوغان في قمة لندن كان العكس تماماً، فقد ازداد تمسك الناتو وليس أميركا وحدها بالكرد كشريك موثوق في محاربة الإرهاب، الكرد برمزية نضالهم التاريخي والكرد بمكونهم الإثني التعددي في سوريا متعددة الأعراق والأديان والطوائف والأطياف".
حتى فظائع في عملية الغزو المسماة "نبع السلام" زوراً وبهتاناً، فقد وجدت من يحاسبه عليها في إطار التأكيد على اعتبار أي منطقة تقام هي منطقة حماية للإثنيات السورية في الوطن السوري الواحد لا جيب احتلال يعيث فيه مرتزقة إردوغان فساداً شابه إرهاب داعش في أدق التفاصيل، فما كان عبثاً أن يذكر ماكرون أردوغان بأن جيشه تعاون مع إرهابيي داعش".
وحول محاولة اردوغان ابتزاز حلف الناتو أكد جرار "أما ورقة الابتزاز التي توهمت أنقرة أنها قادرة على تهديد أمن أوروبا بها، فقد أحال الناتو مسألة ضبط حركة النزوح واللجوء إلى الهيئات والآليات الأممية بعيداً عن التلاعب التركي بمعاناة الناس المكلومين في نزوحهم ولجوئهم داخل الوطن وفي المهجر.
كثيرون أدركوا الآن مدى زيف استغلال تركيا لورقة اللاجئين غير القادرين على شراء العقارات وفتح اعتمادات الاستثمارات بالدولار أو الليرة التركية!".
و أضاف "لعل أهم درس لقنه الناتو لإردوغان هو أن الحلف لا يثق به لا كحليف ولا كشريك، ومرة أخرى كان تقريعه على الهواء مباشرة من قبل نظيره الفرنسي وبحضور الرئيس الأميركي الذي ظن أنه سيوفر له الغطاء اللازم.
ماكرون دحض مزاعم إردوغان بأنه لجأ لمنظومة الصواريخ الروسية إس أربعمئة بعد رفض واشنطن إبان عهد باراك أوباما بيعه صواريخ الباتريوت, فضح ماكرون زيف الادعاءات التركية بتذكير إردوغان أنه رفض عرضا أوروبيا كحل بديل ولو مؤقت عن الباتريوت".
واختتم المحلل السياسي "هذه هي نتيجة التصعيد غير المدروس، تراجع فانحدار فهزيمة مرة المذاق سياسياً وإعلامياً".
تعليقات
إرسال تعليق