بقلم : نور الهدى زكى
![]() |
إضافة شرح |
بقلم نور الهدى زكي- مصر
مازلت أذكر فرحتي مثل كل الصحفيين وانا اتسلم بطاقة عضويتي في نقابة الصحفيين..فرحة لم تأخذ منها سنوات انتظار طويلة لتحقيق الحلم..ولم يأخذ منها احساس بالغبن ازاء من اقتنصوا كارنيه النقابة بلا امتهان المهنة ولا الحصول علي مؤهلها..رميت حلمي في جنباتها وحصدت فيها تألقا في السياسة و الصحافة والزمالة والصداقة..كانت نقابة الصحفيين هي الكعبة التي نحج اليها ونطوف فيها ونشعر بالأمان. وكانت معارك الصحفيين للحفاظ علي نقابة الحريات علامات ضوء نفتقدها في الليالي المظلمة ..علامات استدعي الصحفيون فيها نخبة مصر بمثقفيها وفنانيها وحماة قوتها الناعمة. تدب الحياة في أدوارها وقاعاتها..وتنفجر الخلافات التي ينتصر فيها اصحاب الضمير المهني وحرية الرأي ويتواري فيها نكرات اكلوا علي كل الموائد و لم يصنعوا اسما ولا قيمة ولا ذكري. تحولت درجات سلم نقابة الصحفيين الي نداهة كل مظلوم في الوطن والمهنة من العاصمة حتي اخر حدود الظلم في النوبة والاقصر واسوان.. وقفنا فرادي وجموع قليلة كثيرة نهتف ضد المخلوع والمعزول..ونطلب الحرية للمعتقلين والمغدورين من الصحفيين الذين دفعوا الثمن ومن غيرهم الذين لانعرفهم. انطلقت من درجات سلم النقابة دفقات لا نهائية من البشر اخذت وجهتها الي ميدان الثورة ميدان التحرير في بشائر الثورة..وفتحت ابوابها توفر الحماية والأمان لكل المطاردين والخائفين من ضربات الأمن تلاحق طلاب الثورة والتغيير ورموز مصر الحالمين. ارتدينا الملابس السوداء كثيرا حدادا علي شهداء الارض والحرية. صلينا صلاة الغائب كثيرا رحمة ونورا علي ضحايا فلسطين والعراق وجنوب لبنان المقاوم . رفعنا اعلام مصر واعلام فلسطين وقلنا للظالم ارحل ..ورددنا جيل ورا جيل بنعاديك يا اسرائيل . كرهنا علي درجات سلمها بوش الاب والابن وال سعود واسرائيل..واحببنا عبد الناصر وحسن نصر الله وشافيز وكوريا الشمالية. اختطفت الثورة . وكما الثورة المغدورة .. نقابة الصحفيين مغدورة..سار الغدر بالتوازي غدر بمحاولة تغيير في مصر وغدر بنقابة عقيدتها الحرية والتغيير ..يرتفع المبني الكبير الذي تحمل واجهته صور لضحايا الكلمة ..ويجلس في مقدمته رجال امن يسألون الداخل اليها عن سبب مجيئه ومن مستضيفه ؟ وبحجج واهية رفعوا من أدوارها ارائك الجلوس فيها واصبحت مثل البيت الذي ينتظر حالة انتقال. وفي دورها الأخير وعلي طريقة الحق الذي يراد به باطل قضوا علي كل قطعة خشب يمكن أن يجلس فيها صحفي بحجة تجديد
لمكان..ويستغرق التجديد شهورا وربما سنينا ليتفرق الصحفيون تطبيقا لنظرية تدمير المكان حتي لا يحدث الحوار الطبيعي الذي ينتج رأيا ورؤية. واستبدل الدور الاخير بمكان تعيس لايليق حتي بمن يرتاد مقهي في منطقة تعيسة. واظلمت قاعات النقابة الكبيرة والصغيرة فلا سياسة ولا فن ولا نشاط ولا صوت ولا نفس. اما حال أصحاب المهنة فهو الطامة الكبري فقد جار عليهم ما جار علي كل شيئ. بين صحفيين اختطفوا وسجنوا ..وصحفيين عطلوا وهانوا وبين أشباه تصادفها أحيانا ومدعيين تجبروا بحساباتهم البنكية وجهلهم. وبين صغار تاهوا لا يجدوا من يعلم ويقدم خبرة السنيين وكبار لم يعد أحد يذكرهم أحد وربما لو شوهدوا يطلبون العلاج في سنوات الكبر والمرض يتواري منهم الصغار..صغار النفوس وصغار القيمة والمهنة . يجلس فيها العاطلون والتائهون والبصاصون والجواسيس الذين يرمون آذانهم من نقلة الهفوات والآراء اذا كانت فيها آراء. اتطلع لدي مروري الآن امام نقابة الحريات لوجه ميادة..اتطلع الآن الي وجه الحسيني وأسأل هل ذهبوا هدرا. اتطلع .. وانتظر يوم اظنه ليس ببعيد تعمل فيه اياد خربة في إزالة جرافيتي شهداء مهنتنا وشهداء ثورتنا. اياد خربة ونفوس
تعليقات
إرسال تعليق