
شملت محاور محاضرات الجلسة الثاني لملتقى الإبادة العرقية والتغيير الديمغرافي إبراز وثائق وإحصائيات حول جرائم الاحتلال التركي، إضافة إلى شهايواصل ملتقى "الإبادة العرقية والتغيير الديمغرافي في شمال وشرق سوريا، المُنعقد في بلدة رميلان، أعماله وفق البرنامج المحدد من قبل اللجنة التحضيرية.
الجلسة الثانية للملتقى كانت بعنوان " تعريف وتقييم الانتهاكات المُرتكبة في سياق عمليات الإبادة العرقية والتغيير الديمغرافي من الناحية الحقوقية والقانونية"، وأدار الجلسة، زوزان إبراهيم، دكتوراه في القانون المدني، والرئيسة المشتركة لهيئة شؤون العمل لمقاطعة الجزيرة سابقاً.
في المحور الأول للجلسة قُرئ التقرير الذي أعدّته مُنظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة، حيث قرأته أفين ذكر الله جمعة المديرة التنفيذية للمنظمة، وناشطة في المجال الحقوقي.
وتضمن التقرير جملةً جرائم الإبادة التي ارتكبها الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة ضد أهالي شمال وشرق سوريا.
وشمل التقرير توثيق حالات قتل المدنيين والتي بلغت في عفرين 1213 مدنياً بينهم 54 قُتلوا تحت التعذيب، إضافة إلى مقتل 281 مدني في سريه كانيه، و19مدنياً قُتلوا على يد الجندرمة على الحدود.
وشمل التقرير أيضاً حالات الإضرار الجسدي بالمدنيين والتعذيب وسوء المعاملة والاختفاء القسري وإلحاق الضرر بالممتلكات، واستهداف الطواقم الطبية والصحفيين، ونهب الممتلكات وقطع الأشجار والتمثيل بالجثث وغيرها من الانتهاكات.
تلاها محاضرة ألقاها نائب رئاسة المجلس التنفيذي لإقليم عفرين، إسرافيل مصطفى، الذي تحدث في محاضرته حول جرائم التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين، وأشار مصطفى إلى أن عفرين عانت من الهجمات ومساعي التطهير العرقي منذ 2013 حتى احتلال احتلالها عام 2018.
إضافة إلى حالات القتل والتهجير التي أوردها مصطفى في تقريره ذكر أيضاً حالات الخطف وطلب الفدية، والتعذيب في السجون والمعتقلات، إضافة إلى حوادث التفخيخ والتفجيرات، وتدمير المدارس والمزارات الدينية والمنازل، والسرقة والنهب وسرقة الآثار والاتجار بها وتغيير المعالم الأثرية.
وأشار إلى استهداف المرأة بشكل خاص فبالإضافة إلى أن المرأة العفرينية أُجبرت على ارتداء النقاب وحُرمت من خروجها من المنزل بعد أن كانت رمزاً للتحرر وقيادية في بناء المجتمع الديمقراطي في عفرين وشمال وشرق سوريا، حيث تعرضت أكثر من / 50 / امرأة للقتل و210 امرأة للجروح والإصابات، و60 حالة اغتصاب، و3 حالات انتحار نتيجة الإكراه والظروف النفسية السيئة التي تعرضن لها.
ودعا إسرافيل مجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية للعمل على إخراج الاحتلال التركي والفصائل المُسلحة التابعة له من عفرين وكافة المناطق الأخرى من شمال وشرق سوريا. وضمان العودة الآمنة والكريمة لجميع النازحين إلى ديارهم. وإعادة كافة المسروقات من التحف الأثرية وتعويض المتضررين، ومحاكمة كل ذي علاقة من رموز قيادات وأفراد الاحتلال التركي والفصائل المسلحة التابعة له أمام محكمة الجنايات الدولية بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
المحاضرة الثانية ألقاها حمدان حسن العبد، نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تطرّق فيها إلى جملة جرائم التطهير العرقي في مناطق شمال وشرق سوريا، وبشكل خاص في منطقة كري سبي/ تل أبيض، ومنها الهجوم التركي على مخيم عين عيسى، وإخراج عوائل الدواعش وإسكانهم في قرى ريف تل أبيض وكور مازة وعين العروس وتل أبيض الشرقي وسلوك.
وأكّد العبد أن كري سبي تشهد حالة من انعدام الأمن والأمان حيث شهدت تل أبيض وريفها أكثر من سبعة تفجيرات، وممارسة عمليات الإخفاء القسري "الخطف والفدية"، وحجز ونهب الممتلكات الخاصة للمواطنين من سيارات وأغنام ومركبات ودراجات نارية وأثاث المنازل وبضائع المحلات التجارية.
العبد دعا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الشأن ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني ومنظمة اليونيسيف بتحريك الدعوى ومحاكمة مرتكبي هذه الجرائم، خاصة ما يتعلق بجريمة التهجير القسري بهدف التغيير الديمغرافي، باعتبارها ترتقي إلى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، وهذا يستوجب معاقبة الفاعلين وسوقهم إلى خلف قضبان العدالة، آملين بعودة المُهجّرين إلى ديارهم آمنين وذلك بضمانات دولية.
المحاضرة الأخيرة في الجلسة الثانية كانت لعبد الرزاق عرياني، وهو أحد سكان مدينة سري كانيه بعنوان "مدينتي سري كانيه رأس العين ما قبل الاحتلال التركي وبعد الاحتلال".
وتضمنت المحاضرات شهادات حية حول ما كانت عليه أوضاع مدينة سري كانيه وما آلت إليه بعد الاحتلال التركي.
وقال عرياني "كنا نعيش وبكل معنى الكلمة، نمارس أعمالنا المؤسساتية بكل صدق وأمان، كنا نتشارك بزراعة الأراضي (العربي والكردي والسرياني والشيشاني) نعيش حالة كومونالية رغم كونها التجربة الأولى في حياتنا، وكان نظام الإدارة الذاتية جواباً لجميع سياسات الصهر والعنصرية والقومجية والإهمال المجتمعي التي مورست منذ مئات السنين بحقها.
وأضاف: "بقصفهم لسري كانيه وما حولها، بدأ الهلع والخوف من الموت، أُفرغت سري كانيه من سكانها، وتشرد وضاع الأطفال وأُفرغت القرى المجاورة.
ساد سري كانيه وقراها الخوف والجوع والتشرد والقتل حسب المذهب، وأصبحت سري كانيه مدينة أشباح، حيث التدمير والتخريب، ناهيك عن السلب والنهب وخطف الأشخاص وطلب الفدية مقابل تحريرهم والاعتقالات العشوائية".
وقال عريان في ختام محاضرته إن هدف تركيا من الاحتلال هو التغيير الديمغرافي والإبادة لإسكان الآلاف من عوائل المرتزقة، وطرد سكانها الأصليين، وحسب تصريحات أردوغان منذ بدء عملية نبع الإرهاب تم جلب 371 لاجئ إلى شمال شرق سوريا وبدأ بتغيير أسماء الأماكن كالمشفى والمحكمة والمرافق الأخرى ورفع العلم التركي عليها.
وخلال المداخلات تحدث عدد من أهالي المناطق المحتلة في سريه كانيه وكري سبي، وأغنوا محاور الجلسة بشهادات حية عن ممارسات جيش الاحتلال ومرتزقته. كما أكّدوا أن المجموعات المرتزقة مسؤولة بقدر جيش الاحتلال التركي عن جرائم الإبادة والإبادة العرقية بحق الأهالي.
وتستمر أعمال الملتقى بعقد الجلسة الثالثة والأخيرة، حيث من المقرر أن يختتم الملتقى أعماله بعقد مؤتمر صحفي وقراءة البيان الختامي.
دات حية من عفرين وسريه كانيه وكري سبي.
تعليقات
إرسال تعليق