التخطي إلى المحتوى الرئيسي

روسيا همسات : للشاعرة الكردية - من الشمال السوري ميديا شيخة




همسات..

الشّاعرة السُّوريّة الكرديّة ميديا شيخة

في عزِّ هذا الضجيج
والأغنيات الناصعة التي اغتسلت
بالبنِ والحناء
اتسمرُ حائرة
كتمثال أنهكهُ الإنتظار ..
متى يحلُّ في أرضنا السلام؟
حتى بنات أفكاري
في أوانها الجميل
يحلمنَّ كالفجر الفتي
من حين إلى حين..
من اغتال في حلوقنا بشائرَ الكلام
أوليسَ في دمنا بلسم
وفي حلمنا الطازج
يخضوضرُ السلام
كل هذا النفير الآدمي
متى يندمل دخان الجرح؟
وتحتفلُ البيارق
بالأغنيات المرمية
هناك..
إلا هنا ..
شجون خرساء ولا صدى..
في أتون انفصام
بلاء..
ومسالكَ النور البهي
تودي بأحلامنا الصغيرة
في مهب المخاطر..
حتى الأنين المهاجر
حين يأبى الرحيل
وينزوي في أدعية العشق
وتراتيل الحبِّ التي يتوضأ بها
الهائمون....
لعلَّ الليل ينجلي
والشعارات التي تهتك
جلابيبَ المفاخر
كأن هذا الحالم بالزمن الرغيد
في عينيه قيامة
والجنون، هو ذا
يقدحُ بغتة"
شرارة" تلو شرارةَ
ويتطايرُ في دربنا رذاذ التمني
قالوا من يبتغي وأد القلوب
وينفض غبار السنين
يا وجعَ المشاعر
في وجنتيك الناريتين
تتقدُ الأسئلة ..
وينامُ القدر..
لهنيهةٍ قبل الرحيب..
لا تنطفىء الكلمات
في صحنِ الهاوية
ولا تزال العصافير
تنسجُ سماء في طرقات المنافي
وتخفق بأجنحتها القوية
على مرمى الغيم...
هل يعاود المطر زخاتهُ ياترى؟
أم في خلسة سيخون
بيارات الزيتون..
ويمضي ككذبةٍ بلهاء..
خلف متاهاتِ الأحلام..
تبا"،أيها المهبول
في الشرق الموبوء بالعويل
كيف تغور هكذا
في مسافات القرون؟
وترتكب شهوات الغرور
أما أنتَ..
هذا الفارس في وهلات الغروب
لكنني انتشلتُ ضياعي
في تيه ِالأمل..
ورسمتُ بين قهر المعصمين
حمامات السلام
لا غيرها انقذتني من هوس الجدود
ولم يعرفوا كيفَ يلمع في عنقي
عقد الجواهر ..
فباعوه في سوقِ النخاسة
بأثمانٍ  زهيدة
وأنت منهم
وأنت نهمٌ
وأنت مبهمٌ
أيها الملطخ بالدمِ المراق
وعويلُ العذارى
مذ كنا في الأمس مم وزين ..
هو صوتك الشجي
كلما دغدغ دقات القلوب
أيا ويلي من عناقاتِ المدى
أيها المسبيُ
من رأسك حتى أخمصِ قدميك
ستؤولُ إلى هلاكٍ جديد
لتفترسك الريحَ
من أولك إلى آخرك
حتى يومِ الدين
وها نحنُ نغني في مقتبل النهار
ونشعل الشموع
على الموائدِ الخضراء
كي ينعمَ بالله
كلُّ البشر .


ميديا شيخة
شاعرة سور يّة كرديّة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ دساتير سوريا

تاريخ دساتير سوريا    المعدلة – حسن ظاظا - تاريخ دساتير سوريا المرنة : بعد انسحاب العثمانيين من سوريا في 1 أكتوبر 1918 شكلت حكومة وطنية برئاسة علي رضا الركابي، وفي مايو 1919 وبناءً على اقتراح الأمير فيصل جرى عن طريق الناخبين الثانويين الذين انتخبوا نواب مجلس المبعوثان العثماني في إسطنبول عن ولايتي دمشق وحلب وفق القانون العثماني انتخاب أعضاء "المؤتمر السوري العام" أما في سائر مناطق بلاد الشام والمشمولة بولاية الحكومة نظرياً فقد اكتفي بعرائض وقّع عليها الأهالي لاختيار الممثلين، وفي 19 يونيو 1919 عقد المؤتمر السوري العام أول جلسة له وانتخب محمد فوزي باشا العظم رئيساً له وبعد اعتكاف هذا الأخير أصبح هاشم الأتاسي رئيساً للمؤتمر، وفي 8 مارس 1920 أعلن المؤتمر دون التنسيق مع الحلفاء "استقلال سوريا" وأعلن قيام المملكة السورية العربية وعيّن فيصل الأول ملكاً عليها، غير أن هذا الكيان لم يحظ بأي اعتراف دولي، رغم ذلك فقد شكل المؤتمر لجنة خاصة برئاسة هاشم الأتاسي مهمتها صياغة دستور المملكة وجاء الدستور باثني عشر فصلاً و147 مادة، ومن أهم ما جاء فيه أن سوريا "ملكي

بيروت: نوس سوسيال/ حوار مع الاعلامية كابي لطيف: قدري أن أكون في لبنان… شبعت غربة

  بيروت: نوس سوسيال                              حوار جومانا نصر قالوا «كابي لطيف في بيروت». وهل ثمة تردد في ملاقاة هذا الوجه الاعلامي الساحر الذي اشتقنا الى صوته وخبراته؟ في حضورها وهج ما يأسرك وينقلك من حيث لا تدري الى زمن الأبيض والأسود حيث كان للأصالة الاعلامية مساحة ولتلفزيون لبنان واذاعة بيروت كل العز. حنينها الى «بيروت» لم يخفت، لكن مجرد أن تطأ كابي لطيف مسرح طفولتها ومراهقتها وشبابها الذي تفتح مع أزيز القذائف، تخلع عنها رداء المهنة وتعود تلك المراهقة العاشقة لعاصمة لم تخلع يوماً رداءها. من فندق «لو غبريال» في منطقة الأشرفية حيث أقامت كابي لطيف أثناء زيارتها لبنان، كان هذا اللقاء الآسر كما صوتها الاذاعي… عشقها للوطن لا يوازيه عشق. مع ذلك تراها تعيش الغربة من دون ان تغفل مناسبة على الوطن الذي احبته حتى المسامحة. في زيارتها الأخيرة كانت المفكرة مليئة بمواعيد وطاولات مستديرة: وزير الثقافة غابي ليون، وزير الاعلام وليد الداعوق، شخصيات سياسية وفكرية… ولأن الوطن كان وسيبقى الهاجس الأول في مسيرة حياتها المهنية وحتى الشخصية، كان لبنان الفرح والحياة هو العنوان لسلسلة حلقات إذا

لسيرة الذاتية للكاتبة سهير القلماوي مصرية المولد وكردية الأصل

وأول من قامت بإنشاء أول مكتبة في صالة مسرح الأزبكية والتي تقوم فيها ببيع الكتب بأرخص سعر إنها الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي. حياتها ونشأتها لدت الكاتبة سهير القلماوي في القاهرة  من اب كردي وأم كردية الاصل مصرية الموطن   وكان ذلك في عام 1911، تربت وسط أسرة مثقفة تفتخر بالعلم وتقدره، كانت كاتبتنا تحب الإطلاع والقراءة حيث أن والدها كان يحب الكتب ولديه مكتبة ضخمة ذخيرة بكتب معظم الكتاب الذين لهم صيت عالي وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي، ابن إياس، طهحسين واستطاعت سهير القلماوي من خلال هذه الكتب تكوين موهبتها وشخصيتها الأدبية. في حلول عام 1919 تأثرت كاتبتنا بالنساء المصريات اللواتي قامن بالمشاركة في ثورة 1919 ومن أمثالهن صفية زغلول وهدى شعراوي وكانت هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها السيدات في الثورات، كانت سهير القلماوي ترغب في دراسة الطب إلا أن تم عدم قبولها وفي عام 1928 تخرجت من الكلية الأمريكية للفتيات إلا أنها قامت بتكريس حياتها في دراسة الأدب العربي وكان والدها يشجعها على  ذلك نجدها تعلمت الإرشاد واللغة العربية على يد الدكتور طه حسين الذي كان يرأس قسم اللغة ا