التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نبذة عن مي زيادة كانت النهضة في زمانها حلمًا، أما حرية المرأة فكانت هاجسًا. هكذا عاشت مي زيادة الروائية والشاعرة اللبنانية التي سلبت قلوب الجميع بصفاتها التي لا يكررها الزمان مهما طال. لا يسعنا سوى الغرق بين سطور كتبها ليصيبنا نهمٌ كبير ونقلب الصفحات واحدةً تلو الأخرى لنرى الرومنسية الفائضة التي تغنت بها برسائلها لجبرن خليل جبران، أو نشعر بعنفوانها الشامخ الذي طالبت به بنهضة المرأة العربية وشجعت كل امرأة على الحصول على حقوقها المشروعة. عانت الحب فأبدعت، تعلمت، فازدهرت اللغات المختلفة بريح كتاباتها النقية. أما عن محبيها فكانوا كُثرًا أُخذوا بسحر أدبها ونقائها الصادقين، ليقعوا في مصيدة قلبها المغرم وليحكم على حبهم لها بالموت. هي مي زيادة الأديبة الآسرة صاحبة الكتابات التي لطالما غرست فينا مراحل حياتها النقية، لتتربع عرش النساء ولتجلس هناك بطلتها البهية وقلمها الساحر. اقرأ أيضًا عن... بدايات مي زيادة وُلدت مي زيادة لأبٍ لبناني ماروني وأم فلسطينية من الناصرة، وكانت الابنة الوحيدة لهما. كان والدها الياس زياد محررًا صحفيًا. التحقت بالمدرسة الابتدائية في الناصرة، إلّا أنّ عائلتها انتقلت إلى كسروان اللبنانية فيما بعد فالتحقت بالمدرسة الفرنسية لدير الراهبات لإكمال دراسته الثانوية، وتعرفت هناك على الأدب الفرنسي والرومنسي الذي أخذ يروقها بشكلٍ خاص. كما التحقت بعدة مدارس أخرى في لبنان عام 1904 لتنتقل العائلة بعدها عائدةً إلى الناصرة، ويشاع أنها نشرت أولى مقالاتها في سن السادسة عشر. إنجازات مي زيادة هاجرت برفقة عائلتها إلى مصر عام 1908، وهناك أسس والدها صحيفة "المحروسة" والتي ساهمت مي فيها بعدة مقالات. كانت مهتمةً بدرجةٍ كبيرة بتعلم اللغات، فثابرت على تعلم اللغات في المنزل بالإضافة إلى تعلمها في المدارس الكاثوليكية الفرنسية والجامعة. فتعلمت الإنجليزية والإيطالية والألمانية والإسبانية واللاتينية واليونانية، وتخرجت عام 1917. كانت مي معروفة جدًا بين الأدباء العرب، حيث استقبلت العديد من الكتّاب والمثقفين من الذكور والإناث في صالون أدبي انشأته عام 1912، وكان من بين الذين يترددون إليه: طه حسين وخليل مطران وأحمد لطفي السيد وأنطوان الجميل وعباس العقاد وغيرهم العديد. شاركت أيضًا في حركة تحرر المرأة وأعربت عن قلقها العميق إزاء تحرر المرأة العربية، إذ يجب أن يتم ذلك بأسرع وقت، كما أعربت عن اعتبارها المرأة عنصرًا أساسيًا لكل مجتمع إنساني وأن المرأة المستعبدة لا تستطيع إرضاع أطفالها رضاعة طبيعية طالما أن هذا الحليب تطغى عليه رائحة العبودية. وفي عام 1921 عقدت مؤتمرًا تحت عنوان "الهدف من الحياة" دعت فيه المرأة العربية إلى التطلع نحو الحرية والانفتاح على الغرب دون نسيان هويتها الشرقية. كان أول كتاب لها هو "أزاهير حلم" وهو مجموعة من الاشعار باللغة الفرنسية، تلاه العديد مثل "كتاب المساواة" و"كلمات وإشارات" و"ابتسامات ودموع" والعديد العديد. نشرت مي العديد من المقالات في صحفٍ كبرى مثل "الهلال" و"الأهرام" و"الزهور". تعرضت لعددٍ من الخسائر الشخصية بين عامي 1928 1932 بدءًا بوفاة والديها وصديقيها إضافةً إلى وفاة الكاتب اللبناني الذي جمعتها معه علاقة حب وهو خليل جبران. تدهورت حالتها الصحية وعادت إلى لبنان وأدخلها أقاربها مستشفى للأمراض العقلية للسطو على أملاكها، إلّا أنّها استطاعت فيما بعد إثبات صحتها العقلية لتخرج بموجب تقرير طبي وحملة صحفية كبرى في المجلات اللبنانية الرائدة كـ "المقدسي"، وتعود للقاهرة حيث توفيت هناك بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1941. على الرغم من وفاتها لا تزال كتاباتها تمثل الموجه الرئيسي والأول للحركة النسائية اللبنانية؛ إذ أعربت عن اعتقادها أن تحرير المرأة يتمثل بشكلٍ رئيسي في حصولها على التعليم وحق التصويت والتمثيل في الحكومة. أشهر أقوال مي زيادة حياة مي زيادة الشخصية أحبها كثيرون منهم الشاعر اسماعيل صبري وعبد العزيز فهمي وعباس محمود العقّاد وأحمد شوقي وطه حسين وأحمد حسن الزيات الذي وصفها بقوله: "تختصر للجليس سعادة العمر كله في لفتةٍ أو لمحةٍ أو ابتسامة". على الرغم من عدم زواجها، إلّا أنّها كانت على علاقةٍ مع أحد أعظم أدباء القرن العشرين العرب وهو الكاتب اللبناني جبران خليل جبران. وعلى الرغم من أن الثنائي لم يلتقيا، إذ كان جبران يعيش في نيويورك آنذاك، إلّا أنّهما احتفظا برسائل بعضهما الخطية التي استمرت 19 عامًا حتى وفاة جبران عام 1931. وفاة مي زيادة توفيت بتاريخ 17تشرين الأول 1941، في مستشفى المعادي في القاهرة. رثاها محمود العقاد بقوله: "كل هذا التراب آه من التراب"، أما هدى شعراوي فقالت: "كانت مي المثل الأعلى للفتاة الشرقية الراقية المثقفة". كما كُتب في رئائها العديد والعديد من المقالات في الصحف. حقائق سريعة عن مي زيادة احتفل محرك البحث غوغل بالذكرى السنوية ال 125 لوفاة جبران خليل جبران واضعًا صورتها ضمن الشعار تكريمًا لحبهما. اتخذت مواقف شجاعة ضد السياسة الاستعمارية الأوروبية ودافعت عن حرية الصحافة وغيرها من الحقوق الديمقراطية الأساسية. أصدرت الكاتبة د.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ دساتير سوريا

تاريخ دساتير سوريا    المعدلة – حسن ظاظا - تاريخ دساتير سوريا المرنة : بعد انسحاب العثمانيين من سوريا في 1 أكتوبر 1918 شكلت حكومة وطنية برئاسة علي رضا الركابي، وفي مايو 1919 وبناءً على اقتراح الأمير فيصل جرى عن طريق الناخبين الثانويين الذين انتخبوا نواب مجلس المبعوثان العثماني في إسطنبول عن ولايتي دمشق وحلب وفق القانون العثماني انتخاب أعضاء "المؤتمر السوري العام" أما في سائر مناطق بلاد الشام والمشمولة بولاية الحكومة نظرياً فقد اكتفي بعرائض وقّع عليها الأهالي لاختيار الممثلين، وفي 19 يونيو 1919 عقد المؤتمر السوري العام أول جلسة له وانتخب محمد فوزي باشا العظم رئيساً له وبعد اعتكاف هذا الأخير أصبح هاشم الأتاسي رئيساً للمؤتمر، وفي 8 مارس 1920 أعلن المؤتمر دون التنسيق مع الحلفاء "استقلال سوريا" وأعلن قيام المملكة السورية العربية وعيّن فيصل الأول ملكاً عليها، غير أن هذا الكيان لم يحظ بأي اعتراف دولي، رغم ذلك فقد شكل المؤتمر لجنة خاصة برئاسة هاشم الأتاسي مهمتها صياغة دستور المملكة وجاء الدستور باثني عشر فصلاً و147 مادة، ومن أهم ما جاء فيه أن سوريا "ملكي

بيروت: نوس سوسيال/ حوار مع الاعلامية كابي لطيف: قدري أن أكون في لبنان… شبعت غربة

  بيروت: نوس سوسيال                              حوار جومانا نصر قالوا «كابي لطيف في بيروت». وهل ثمة تردد في ملاقاة هذا الوجه الاعلامي الساحر الذي اشتقنا الى صوته وخبراته؟ في حضورها وهج ما يأسرك وينقلك من حيث لا تدري الى زمن الأبيض والأسود حيث كان للأصالة الاعلامية مساحة ولتلفزيون لبنان واذاعة بيروت كل العز. حنينها الى «بيروت» لم يخفت، لكن مجرد أن تطأ كابي لطيف مسرح طفولتها ومراهقتها وشبابها الذي تفتح مع أزيز القذائف، تخلع عنها رداء المهنة وتعود تلك المراهقة العاشقة لعاصمة لم تخلع يوماً رداءها. من فندق «لو غبريال» في منطقة الأشرفية حيث أقامت كابي لطيف أثناء زيارتها لبنان، كان هذا اللقاء الآسر كما صوتها الاذاعي… عشقها للوطن لا يوازيه عشق. مع ذلك تراها تعيش الغربة من دون ان تغفل مناسبة على الوطن الذي احبته حتى المسامحة. في زيارتها الأخيرة كانت المفكرة مليئة بمواعيد وطاولات مستديرة: وزير الثقافة غابي ليون، وزير الاعلام وليد الداعوق، شخصيات سياسية وفكرية… ولأن الوطن كان وسيبقى الهاجس الأول في مسيرة حياتها المهنية وحتى الشخصية، كان لبنان الفرح والحياة هو العنوان لسلسلة حلقات إذا

لسيرة الذاتية للكاتبة سهير القلماوي مصرية المولد وكردية الأصل

وأول من قامت بإنشاء أول مكتبة في صالة مسرح الأزبكية والتي تقوم فيها ببيع الكتب بأرخص سعر إنها الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي. حياتها ونشأتها لدت الكاتبة سهير القلماوي في القاهرة  من اب كردي وأم كردية الاصل مصرية الموطن   وكان ذلك في عام 1911، تربت وسط أسرة مثقفة تفتخر بالعلم وتقدره، كانت كاتبتنا تحب الإطلاع والقراءة حيث أن والدها كان يحب الكتب ولديه مكتبة ضخمة ذخيرة بكتب معظم الكتاب الذين لهم صيت عالي وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي، ابن إياس، طهحسين واستطاعت سهير القلماوي من خلال هذه الكتب تكوين موهبتها وشخصيتها الأدبية. في حلول عام 1919 تأثرت كاتبتنا بالنساء المصريات اللواتي قامن بالمشاركة في ثورة 1919 ومن أمثالهن صفية زغلول وهدى شعراوي وكانت هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها السيدات في الثورات، كانت سهير القلماوي ترغب في دراسة الطب إلا أن تم عدم قبولها وفي عام 1928 تخرجت من الكلية الأمريكية للفتيات إلا أنها قامت بتكريس حياتها في دراسة الأدب العربي وكان والدها يشجعها على  ذلك نجدها تعلمت الإرشاد واللغة العربية على يد الدكتور طه حسين الذي كان يرأس قسم اللغة ا