التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل الرجل مسؤول عن العنف النفسي ضد المرأة

 
ليلان جمال
لم يعد زوجي يحتمل إهمالي الدائم له , وانشغالي المستمر عنه ,فشطب بقلم من قسوة تاريخاً طويلاً مع بعضنا , ومحا كل ذكريات المعشر الحميمية , بممحاة من اللامبالاة .
هذا ما توسلت إلي (قريبة صديقتي) أن أكتب فيه , وأنا سأطرح القضية بكل أمانة وموضوعية وبرأيي في هذه الحالة الرجل سيجد من تؤنسه (وما أكثرهن من مالئات الفراغ) والمرأة ستكمل حياتها بنفس النسق الذي ضحت من أجله بزوجها أما سيدفع ثمن الانفصال ويعاني من تبعات التفكك هم (الأبناء) فمن هو الرجل ؟ وهل يستحق الرجال الاستهانة بهم من أجل الحصول على نجاح مهني أو كسب مادي أو إغراءات حياتية دنيوية غير ثابتة ؟
عندما يتخذ الرجل قرار الزواج  يكون بذلك قد غادرا اهله محملاً بالكثير من المهابة والمكانة والدلال ويعتمد بداخله أن تكون الزوجة بالفطرة والبديهة فاهمة لدورها , وهو تكملة حصوله على الحنان والأنس والحب مع فارق أنه يطلبه منها باضطراد وتزايد ناسياً بأن المرأة هي أيضاً تكون بحاجة لنفس الدفق من الدلال والحنو والاهتمام . فيصطدم واقعها بمعضلات واختلافات تكون متواجدة وقائمة في كل العلاقات الزوجية وفي شتى دول العالم . وعلى اختلاف نظم مجتمعاتنا , وهنا يبدأ صراع الأمزجة والاحاسيس في محاولة سيطرة جهة على جهة , وفرض سلطة تتوزع على جميع جوانب الحياة الأسرية سواء الناحية المادية أو الحسية أي الاقتصادية والاجتماعية (العاطفية) ومن ضمنها الاستقرار الاجتماعي فيصيبه الاهتزاز مبكراً وتتراكم مع مرور الوقت حسب تغيير الظروف والأوضاع المعيشية, المشاكل التي يستعصى على الزوجين حلها وتصبح فيما بعد في عداد أموات النسيان ولكن أثرها سيكون بادياً في شكل العلاقة بينهما فتصبح شكلية جافة خالية من عنصر العاطفة وهنا يكمن منشأ الفراغ الذي يشعر به الرجل أكثر من المرأة وعلى أساس أن المرأة موزعة على واجباتها (الأسرية والمهنية) فلا يلبث أن ينتهي اليوم حتى ينتهي آخر مهماتها البيتية وعلى الأغلب يكون الزوج آخر ما تنتبه له الزوجة بينما هو أكثر من يريد من المرأة اهتماماً منفرداً خاصاً دون باقي الأمور الأخرى التي تكون الزوجة ملزمة بأدائها , ودائماً لا يعم الرأي الواحد على الكل , فهناك من الرجال من يكيف نفسه مع أمور الحياة دون اعتراض , وبتعاون لا متناهي مع الظروف المستجدة , ولكن القسم الأكبر من الرجال لا يستسيغ غدراً لحقوقه ولا يألو تعباً في استمرار المطالبة بها من الزوجة , وأحياناً لا يطول الصبر مع تجربة ثانية وربما ثالثة في سبيل حصوله على مبتغاه , وما بين كل الحالات الانفصال والطلاق أو تعدد الزوجات يكون الابناء هم من يستحق تحت أقدام الإهمال وتكون الأسرة (التي هي لبنة بناء المجتمع ) تعاني تفككاً وضياعاً ويقع الابناء ضحية نزاعات الأم والأب . نشأت بداية النهاية لصاحبة المشكلة ( نون أ) كما سردتها :
زوجي لم يكن متمكناً من تأمين نفقات العائلة الاعتيادية , فلم يكن أمامي مع تزايد ديون الاسرة وحاجاتها المتزايدة إلى مورد مالي يؤمن نفقاتها من (مأكل وملبس ومأوى) إلا أن اضطرت لتعلم مهنة (الخياطة ) فخصصت غرفة من المنزل استقبل فيها (زبوناتي) واستمر الحال لسنوات طويلة تمكنت خلالها من حل مشاكلنا المادية بل حتى أصبح لدي رصيد في البنك أجمعه كل فترة لشراء الحلي , وملأت المنزل بأثاث وضروريات المعيشة , فما كان منه إلا أن فكر بأنانية الرجل الشرقي ولم ينظر ألا من زاوية نرجسيته وتناسى أنني كنت الممول لمتطلبات حياتنا على مدى سنين مضت , وخلالها تمكن من تجميع مبلغاً لا بأس به من المال وتزوج من ثانية بحجة أنني لم أعد صالحة له كزوجة ونسيته في خضم انشغالي وتعبي ورغبني في جمع المال والحلي , ناسياً بداية المعضلة ومن كل السبب الرئيسي لحصول ما حصل والنتيجة المحصلة : زوجة متعبة معذورة الكرامة , فقدت زوجها وزوج لحوح وغير مبالٍ إلا برغبات جنسية لا أكثر, وأبناء ضائعون بين أم وأب وزوجة أب وأبنائهم .
هذه المشكلة وغيرها تطرح أسئلة عديدة نرجو لها وقاية أكثر مما تريد لها علاجاً وحلول فالمجتمع الذي يقوم على أساس هكذا أسر وغيرها من نماذج التفكك والانحلال الذي يتبعها يكون مجتمعاً غير قويم ويسير فيه باتجاه التخلف وفقدان الأمان الأسري وهكذا مجتمع يحتاج لمديد العون لأفراده لانتشالهم من مستنقع الأنانية والخصوصية والرغبة على حساب عائلة مفككة بعيدة عن المبادئ والقيم صارت في مكان بعيد عن نظر أي إنسان , وتحول خطير بفكر عام من نوعه وكمه كما أصبح يخشى عقباه , وهذا ما نرجو الحصول عليه من منظمات المجتمع المدني المعينة بحقوق المرأة والأسرة والطفل والتي أرجو أن يضاف إليها قسم خاص للرجل , تتناول فيه توعية الرجال ذهنياً وفكرياً واجتماعياً لأنه العمود الذي تقف عليه أي أسرة بمعنى أنه أولى الجميع باهتمام الدولة والمنظمات لجعله مكتفياً مادياً ومعنوياً (ذاتياً) وإيجاد حلول بديلة مناسبة لكل المعوقات التي تواجه الأسرة ككل , وأن تتم تنمية توجهاته وأفكاره في سبيل تطوير العلاقات الإنسانية والبنى الأساسية لها , فأن تناولنا الرجل وتوجهنا بفكره نحو الصلاح فهو حتماً سيقود إلى إنشاء أسرة معافاة ملتحمة صحيحة البنية ويقودنا إلى ثوابت مستقرة في نظام الأسرة .بقي هناك سؤال أطرحه وأجيب عليه في نفس الوقت , الآن ظل يدور في خلدي ويعتصر من قلبي .
لو كانت الحالة معكوسة وكانت الزوجة التي تعاني الإهمال الدائم , هل كانت تفعل مثلما فعل الزوج وتترك زوجها تقترن بآخر ؟ وماذا ستصبح بنظر المجتمع الذي يرخي سدول (النظرة الدون) عن الرجل في كل تصرفاته ويحاصر بها فقط المرأة المتمثلة بقالب الزوجة حتماً لن تفعل ذلك (إلا في حالات نادرة) تكاد تكون معدودة على الأصابع لأن المرأة تلغي (احتياجاتها وعاطفتها) في حين تضع نصب عينيها دائماً وأبداً (أولادها وسمعتها) وتكمل حياتها بكل صبر ومثابرة لأجلهما .

ليلان جمال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم: هدية علي عضو ديوان المجلس التشريعي لاقليم الجزيرة / الخط الثالث هو المشروع الديمقراطي لبناء سوريا الجديدة

بقلم: هدية علي - سوريا عضو ديوان المجلس التشريعي في اقليم الجزيرة ان الاحداث التي تشهدها سوريا والمنطقه هي.دراماتيكيه متسارعه والقوى التي تدير العالم مثل امريكا وروسيا والصين التي تلعب دور الخافي والقوى الاقليميه والقوى السوريه مثل النظام والمغارضه ومشروعنا الديمقراطي الذي انتهج الخط الثالث الذي لعب الدور المنقذ للشعب والكل له حساباته واجنداته وتحالفه والمشاريع لدى القوى المحليه والثانيه هي مشروع النظام هو هدفه اعادة السيطرة على كامل المناطق واعادة سوريا الى ماقبل ٢٠١١وقوى المعارضه التي قد تكون اسلاميه راديكاليه والاخوانيه وبعضها تبني الفكر السياسي الاسلامي والمعاداة والخط الثالث الذي هو المشروع الديمقراطي المبني على الادارات الذاتيه الديمقراطيه هدفنا هو ان نحمي مناطقنا من الدمار والفوضى والثاني. هو بناء سوريا المستقبل في ظل نظام استبدادي شمولي هذا المشروع الديمقراطي الذي ومنذ السنوات الاولى وحتى الان حقق انجازات كبيرة على الاصعدة .السياسية والدبلوماسية والعسكرية والخدميه بدء من المجالس والكومينات ووصولا الى الهيئات الادارة وتشكيلها وتمثيل كافه المكونات المنطقه فيها هذه الادارة...

مهمة بوتين الرئيسية عام 2020 الإعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال شرق سوريا

  /موسكو: نوس سوسيال/ علمت نوس سوسيال من مصدر رسمي رفيع المستوى في الحكومة الروسية  أن روسيا ستستمر في العام الجديد، في تعزيز موقعها كدولة قوية، وستواصل حل التحديات التي تواجهها وذلك وفقا لاستراتيجيتها السياسية. في  عام 2019 ، تمكنت روسيا من إجبار الكثيرين على التحدث عنها، وتعتزم مواصلة فرض "رؤيتها وأسلوبها"، مما سيعزز الوجود الروسي في الساحة الدولية. وأشارت اشارت نوس سوسيال إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أعلن ذلك خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالعام الجديد. ووفقا لنوس سوسيال يواجه الكرملين العديد من الأسئلة والمسائل التي يتوقع حدوث تقدم كبير فيها. على سبيل المثال، يستمر الدفء بالتسلل تدريجيا إلى العلاقات بين كييف وموسكو: لقد كانت المفاوضات متوقفة منذ عام 2016، لكن صعود فلاديمير زيلينسكي إلى السلطة غير ميزان القوى. ونتيجة لذلك، في 29 ديسمبر الماضي، تمت عملية لتبادل الأسرى والسجناء بين أوكرانيا ودونباس، بعد التبادل الأول الذي جرى في 7 سبتمبر. وأكد المصدر الحكومي على أن روسيا ورغم منح سلطات كييف المجال للمناورة، أكدت أنها "لن تبدأ أي مفاوضات بشأن شبه جزيرة القر...

تنويه / نوس سوسيال تحقق سبقا صحفيا في الاشارة على قياة وتواجد سليماني بالقرب من السفارة الأمريكية

بتاريخ 31 من كانون الأولا المنصرم نشر موقعنا خبرا عن الهجوم على السفارة الامريكية في بغداد وكنا قد ذكرنا ان من ضمن المشاركين في القيادة الميدانية للهجوم الخزعلي الذي يتلقى أوامره من قاسم سليماني وعلى مرأى مراسل نوس سوسيال في بغداد ومسمعه حيث كان بالقرب بضعة أمتار من سيارة اللواء قاسم سليماني المتنكر في لباسه وهو يعطي آوامره للخزعلي عبر الهاتف  الجوال قائلا اسمع ياخزعلي إياكم أن تتراجعوا أحرقوا أبواب السفارة واقتحموها ودمروا وأحرقوا كل شئ فيها وذكرمراسلنا ان سليماني يتنقل بشكل دائم بين العراق وسوريا ولبنان لقيادة العمليات العسكرية بذلك يكون موقعنا نوس سوسيال قد حقق سبقا صحفيا في نشر كل أخباره الميدانية بصدق وامانة صحفية فاقتضى التنويه