التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سعاد حسني ونجيب الريحاني ورشدي أباظةمشاهير ونجوم لن تصدق أن أصولهم كردية

من أعلام الكرد في مصر في العصور الوسطى



خاص نوس سوسياال الاتحاد العالمي لأكراد المهجر

هاجر إلى أرض الكنانة عشرات من العائلات والعناصر الكردية خلال العصر العباسي والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني، وقطنوا في أغلب 




المدن المصرية من الإسكندرية شمالاً حتى أسوان جنوبا، وظهر من بينهم القائد والجندي والتاجر والعالم والمزارع، و نبغ منهم أعلام في شتى مناحي 
الحياة السياسية والعسكرية والأدبية والفقهية والدينية، واستطعنا الاستدلال عليهم من خلال انتسابهم إلى المناطق الكردية التي قدموا منها في كردستان كمدن: الدينور، واسعرد، وخلاط، وميافارقين، ودنيسر، وماردين، وهكاري، وحران، وشهرزور، ودوين، واربل، وآمد … أو من خلال انتسابهم إلى أصلهم الكردي فعرفوا به، مع أننا تجنبنا ذكر الأعلام الكرد الذين نزلوا القاهرة ومصر لتحصيل العلم وممارسة الوظائف المختلفة ومن ثم عودتهم إلى ديارهم بعد انتهاء فترة عملهم هناك، لذا انحصر الحديث هنا على الكرد الذين نزلوا مصر وعاشوا في مدنها واتخذوها دار سكن وإقامة، وأدركتهم الوفاة فيها، مع ملاحظة أن بعض الكرد نسب نفسه إلى المدن المصرية كالقاهري نسبة إلى القاهرة، والدمياطي نسبة إلى دمياط،و الإسنائي نسبة إلى أسنا.
وفي هذا المقال نستعرض أبرز أعلام الكرد الذين نبغوا في ديار مصر خلال العصر العباسي والأيوبي والمملوكي، مستعرضين سيرهم حسب تاريخ سني الوفاة:
1ـ النحوي واللغوي أحمد بن جعفر الدينوري (أبا علي ). وهو أحد النحاة المبرزين المصنفين في نحاة مصر. وأصله من ( دينور ) بلدة في الجبال في بلاد الكرد عند قوميسين = كرمنشاه، خرج منها خلق كثير. قدم البصرة، وأخذ عن المازني، ثم دخل بغداد فقرأ على المبرُد. و قدم مصر، وهناك ألف كتاب ” المهذب في النحو”. و” مختصر في ضمائر القرآن” استخرجه من كتاب المعاني للفراء، و”إصلاح المنطق”. توفي بها سنة 289هـ /901م(11).
2ـ الأمير مجير الدين أو (مجد الدين ) أبو الهيجاء بن عيسى الازكشي الكردي. كان من أعيان الأمراء وشجعانهم. ولد بمصر سنة 567 هـ / 1171م، وقد شارك نيابة الشام مع الأمير علم الدين سنجر الحلبي في دور سلطان مصر الملك الظاهر بيبرس، توفي سنة 661 هـ/1267م(12).
3ـ القاضي أبو القاسم صدر الدين عبد الملك بن درباس الماراني، تولى القضاء بالديار المصرية. وكان رجلا فاضلا ذا مكانة عالية، لبث في الحكم في القاهرة فترة طويلة، إلى أن توفي سنة 605هـ/1208م ، وكان مولده في سنة 516 هـ/1111م(13).
4ـ المحدث الشاعر إبراهيم بن عثمان بن عيسى بن درباس الماراني،الهذباني، الكردي، المصري المولد والمنشأ ( أبو اسحق). ولد بالقاهرة سنة572 هـ/1175، ونشأ بها، وكان قاضيها، ورحل إلى خراسان. وقيل كان من أهم من رحلوا في طلب الحديث، كتب وسمع الكثير، توفي سنة 622هـ/ 1226م.ومن شعره:
حكمتَ يا دهرُ أمري بإفـــــراط وما عدلتَ إلى عدلٍ وإقســـــــــاط
إني وقد طرحت أيدي النوى حـنقاً جسمي بحمص وروحي ثغر دمياط(14)
5ـ الشيخ عثمان بن محمد بن أبي محمد بن أبي علي الكردي الحميدي: قاض، مدرس. تفقه في الموصل ثم رحل إلى أبي سعيد بن أبي عصرون وتفقه عليه. قدم مصر فولي قضاء ( دمياط )، ثم ناب في القاهرة عن قاضي القضاة عبد الملك الماراني، ودرس في المدرسة السيفية والجامع الأقمر، حج وجاور الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن توفي سنة 626 هـ /1228م(15).
6ـ النحوي والفقيه المالكي عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الكردي الإسنائي، الدويني الأصل، المالكي المشهور بابن الحاجب الكردي (جمال الدين، أبو عمرو). من كبار علماء العربية والأصول.
ولد في بلدة (أسنا ) بصعيد مصر سنة 570هـ /1174م، وكان والده حاجباً للأمير عز الدين موسك الصلاحي، تعلم بالقاهرة التي نشأ بها، ثم ارتحل إلى دمشق، ودرس بجامعها بزاوية المالكية، وأكب الناس على الاشتغال به، وأخذ الفضلاء عنه، وكان الأغلب عليه علم النحو، ورحل إلى الكرك بالأردن، ثم نزح عن دمشق هو والشيخ عز الدين بن عبد السلام في دولة الملك الصالح إسماعيل، عندما أنكرا عليه، ودخلا مصر وتصدر بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة، ولازمه طلابه، وانتقل إلى الإسكندرية، فلم تطل مدته هناك، وتوفي بها سنة 646هـ /1248م.
وقد جمع بين آراء المغاربة والمصريين من الفقهاء المالكيين. وخالف النحاة الأقدمين وتقدم. وكان من أحسن خلق الله ذهناً.
من مؤلفاته : ” الكافية” في النحو، و” الشافية ” في الصرف. و”الإيضاح” في شرح مفصل الزمخشري، و” الأمالي “. وقصيدة ” المقصد الجليل في علم الخليل ” في العروض. و” القصيدة الموشحة بالأسماء المؤنثة” وغيرها. وألف بالفقه المالكي ” مختصرمنتهى السؤل والأمل، في علم الأصول والجدل ” ومختصره. و” جامع الأمهات” في فروع الفقه المالكي(16).
7ـ الأمير الكبير والأديب شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ابن أبي سعيد بن علي بن المنصور بن محمد بن الحسين الشيباني الآمدي، ثم المصري الحنبلي، وعرف بابن التيتي.
ولد بمصر سنة 633هـ /1235م، وسمع بها وبدمشق وماردين من جماعة، ونشأ بماردين. وكان والده شرف الدين من العلماء الفضلاء، عمل تاريخا لمدينة آمد ( ديار بكر). وكان وزيرا للملك السعيد الأرتقي صاحب ماردين. وله نظم ونثر، سمع الحديث ورواه، وكان محدثا فاضلا متقنا، وطلب إلى مصر، وترقى إلى أن صار نائب دار العدل. وأصبح مع ابن الملك المظفر بن السعيد نائباً للمملكة ومدبرا لدولته، إلى أن ذهب رسولا إلى الملك المنصور قلاوون صاحب مصر فحبسه ست سنين، فلما ولي ابنه الملك الأشرف أخرجه وانعم عليه، وولاه نيابة دار العدل فباشرها.
كان عالما فاضلا أديبا متقنا ذا معرفة بالحديث والتاريخ والنحو واللغة، وافر العقل، مليح العبارة، حسن الخط والنظم والنثر، جميل الهيبة، له خبرة تامة بسير الملوك المتقدمين ودولهم، ولا تمل مجالسته. وسمع من الشيخ تقي الدين بن تيمية والمزي والذهبي وغيرهم. وتوفي بمصر بعد أن سقط من على ظهر فرسه فكسرت أعضاؤه، وبقي أياما ومات سنة 704هـ/1317م (17) .
8ـ الشيخ المحدث أحمد بن أحمد بن الحسين بن موسى بن موسك بن جكو، الكردي الأصل، شهاب الدين الهكاري، عارف بالرجال، كان شيخ الإقراء في مدرسة المنصورة بالقاهرة، وتولى مشيخة الحديث بالمنصورية.
من تصانيفه ” الكتب الستة “، و” طبقات بني سعد”، و” كتاب في رجال الصحيح”. وكثير من أجزاء الحديث . توفي في القاهرة سنة 740هـ /1350م(18).
9ـ المحدث والفقيه والمؤرخ نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن الإمام الحافظ أبي محمد عبد المنعم بن علي بن الصيقل النميري الحراني الحنبلي، مسند الديار المصرية. التاجر السُّفار، ولد بحران سنة 587هـ /1191م، ولي مشيخة دار الحديث الكاملية، وتوفي بقلعة الجبل بالقاهرة سنة 672هـ /1273م.
من مؤلفاته : ” السباعيات والثمانيات في الحديث ” في عدة أجزاء، و”المعجم” في أسماء الشيوخ الذين أجازوا له، في سبعة أجزاء(19).
10ـ القاضي والفقيه محمد بن علي الحسين الخلاطي. تعلم ببغداد وبدمشق، وانتقل إلى القاهرة، فولى قضاء الشارع بظاهرها، وناب بالحكم بالقاهرة، وتوفي في رمضان سنة 675 هـ ،1276م بالقاهرة .
له كتاب ” قواعد الشرح وضوابط الأصل والفرع ” في شرح الوجيز للغزالي، وله مصنفات أخرى(20).
11ـ الوزير والكاتب إبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد، فخر الدين الشيباني الإسعردي. ولد في بلدة ( إسعرد) قرب ميافارقين شرقي نهر دجلة سنة 612هـ/1215م، ولي وزارة الملك السعيد محمد بن الظاهر بيبرس(1277-1279م)، ثم وزر مرتين للملك المنصور قلاوون( 1279-1290م).
كان قليل الظلم، وفيه إحسان للرعية، ولما فتح الملك الكامل محمد بن أيوب آمد- ديار بكر- كانت الرسائل ترد إليه بخط ابن لقمان، فأعجب بها كاتبه البهاء زهير واستدعاه، وناب عنه في ديوان الإنشاء، ثم خدم في ديوان الإنشاء في الدولة الصلاحية وهي دولة السلطان الملك الصالح أيوب في مصر(1240-1249م)، ثم في أوائل الدولة الناصرية المملوكية دولة السلطان الناصر محمد بن قلاوون (1293م)، توفي بمصر سنة 693هـ /1293م(21).
12ـ الأمير شمس الدين محمد بن باخل الهكاري، متولي الإسكندرية. كان أميرا فاضلا كريما، له نظم وأدب، توفي سنة 683هـ /1299م بالإسكندرية. ومن شعره:
كم رامها فيما مضى من جاهل ليفوز منها بالذي هو يطمع
ويكون فيها آمنا في سربــــــه لا يختشي ريبا ولا يتوقـــع
قلبت له ظهر المجن فما درى إلا وأسياف المنية تلمـــــــع(22)
13ـ بهاء الدين يعقوب بيك الشهر زوري، نشأ في بلاده نشأة عسكرية، ورحل إلى مصر والتحق بالمظفر( قطز ) سلطان مصر حين اعتزم الزحف على الكرك لمناوئة التتر الزاحفين على مصر. وقد خدم الحكومة المصرية مدة طويلة حتى توفي سنة707 هـ/ 1307م(23).
14ـ قاضي القضاة شرف الدين عبد الغني بن يحيى بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر بن محمد، شرف الدين أبو محمد بن بدر الدين أبي زكريا بن قاضي القضاة شمس الدين الحراني الحنبلي. خرج من حران سنة 656هـ فأقام بدمشق سنين، وأجاز له الشيخ عبد السلام بن تيمية، وأخوه عبد القادر، وحدث مراراً بالقاهرة ودمشق، وسمع منه أبو حيان وذكره في معجمه.
توجه إلى مصر واستمر بها، وولي نظر الخزانة، ثم ولي منصب الحكم بالديار المصرية على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ودرس بالناصرية والصالحية، وكان مشكور السيرة، بشوش الوجه، توفي بالقاهرة ودفن بالقرافة سنة 709هـ/1309م (24).
15ـ عبد العزيز بن أحمد بن عثمان بن عيسى بن عمر بن الخضر الكردي ، الهكاري، الشافعي، وكنيته الشيخ (عماد الدين أبو العز)، ويعرف بابن خطيب الأشموني (666-1327م).
من القضاة. سمع بمكة وبدمشق، ولي قضاء الأعمال القوصية، ودرّس بالمقرية بمصر، وأفتى، وتوفي بالقاهرة سنة (727 هـ).
كان عالما فاضلا له مؤلفات كثيرة حسنة، وأدب وشعر، من تصانيفه:”الكلام على حديث المجامع”، في مجلدين( 25).
16ـ المؤرخ محمد بن محمد بن محمد بن حسن الجذامي،الفارقي الأصل، المصري (أبو الفضائل، ابن نباته، أصله من مدينة ميافارقين (بجوار ديار بكر)، ولد بالقاهرة 686هـ /1287م، وسكن الشام، وتوفي بالقاهرة 768هـ /1366م.
من تصانيفه: ” سلوك دول الملوك “(26).
17ـ الصوفي جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن عبد الله بن عمر الكردي، الكوراني الأصل ويعرف بالعجمي. مصري الدار والوفاة سنة 768هـ /1367م. كانت له زاوية مشهورة في قرافة مصر، وعدة زوايا في بلدان مختلفة.
له مصنفات مثل ” شرائط التوبة ولبس الخرقة”، وسماه” ريحانة القلوب في التواصل إلى المحبوب ـ خ” ، و” حزب ـ خ”، و” بديع الانتفاث بشرح القوافل الثلاث ـ خ” في جامعة الرياض ( 27).
18ـ المحدث والمسند ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن يوسف الدمياطي الحراوي الطبردار، الكردي الأصل. ولد بثغر دمياط سنة 697هـ/ 1297م، وتوفي سنة 781هـ /1379م (28).
19ـ الشاعر الأديب أحمد بن محمد بن العطار الدنيسري، أصله من مدينة (دنيسر) قرب ماردين بالجزيرة الفراتية. اشتهر وتوفي في القاهرة سنة 794هـ / 1392م.
له نظم كثير وكان يمدح الأكابر. وله كتب، منها ” نزهه الناظر في المثل السائر “، و” المستأنس في هجو بني مكانس “، و” ثقل العيار” خمريات” و”منشأ الخلاعة ” مجون، و” مرقص المطرب “، و” حسن الاقتراح في وصف الملاح ” ذكر فيه ألف مليح وصفاتهم ، و” بديع المعاني في أنواع التهاني”، و”لطائف الظرفاء “، و” عنوان السعادة” في المدائح النبوية ، و” المسلك الناجز” موشحات نبوية، و ديوان ” قطع المناظر بالبرهان الحاضر” (29).
20ـ العالم بصناعة الكيمياء الشريف إبراهيم بن عبد الله برهان الدين الاخلاطي، وكان أول أمره قدم حلب قادما من بلاد العجم التي نشأ بها، فنزل بجامعها منقطعا عن الناس، فكان يعرف الطب معرفة جيده، فأحضر إلى القاهرة ليداوي ولد السلطان الملك الظاهر برقوق من مرض حصل له في رجليه، فلم ينجح، فاستمر مقيما بمنزل على شاطئ النيل إلى أن توفي سنة 799هـ /1396م، وخلف مالا كثيرا من ذهب ودنانير وكتباً(30).
21ـ المحدث والمؤرخ أحمد بن أحمد بن درباس، المازني، الكردي، القاهري، الحنبلي( فخر الدين، أبو إسحاق) (توفي 1414م) جمع كتابا في ” آل بنيه بني درباس”، وآخر في ” آل ابن العجمي”. وله ” قراءة الكمال”، ” وتعليق التعليق” ، واختصر” التبصرة في الوعظ ” لابن الجوزي بالزيادات(31) .
22ـ المحدث الواعظ يوسف بن عبد الله المارديني الحنفي. أصله من ماردين. قدم القاهرة وحدث ووعظ الناس بالجامع الأزهر، كان لين الجانب، والتواضع، والاستحضار لكثير من التفسير والمواعظ. توفي بالطاعون، بعد سنة 819هـ/ 1415م(32) .
23ـ أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي بكر الكردي الرازياني، ثم القاهري، المهراني، أبو زرعة ولي الدين العراقي : محدث، أصولي، فقيه، من أئمة الشافعية، قاضي القضاة بالديار المصرية. مولده ووفاته في القاهرة(1361-1423م). وهو من بيت أسرة عريقة في العلم. رحل به أبوه ( الحافظ العراقي ) إلى دمشق، واتجه إلى بيت المقدس، وعاد إلى القاهرة وأخذ عن شيوخها، ورحل إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وسمع بهما، ثم رجع إلى القاهرة، وجدّ في الطلب والاشتغال. ودرس فظهرت براعته، وبهر به الطلبة، وتخرج على يديه جماعة من العلماء والأئمة.
في سنة 790هـ ناب في القضاء نحو عشرين سنة، وفرغ نفسه للإفتاء والتدريس والتصنيف، ثم تولى قضاء القضاة بالديار المصرية 824هـ ، بعد وفاة جلال الدين البلقيني، فسار في القضاء بعفة، ونزاهة، وصرامة، حتى تعصب عليه بعض أهل الدولة لعدالته، فعزل نفسه مختاراً في سلطنة الملك الظاهر قطز، ثم أعاده إلى القضاء، وبايع ولده الصالح محمد بالسلطنة قبل انفصال السنة، ثم بايع بعده الأشرف برسباي سنة 825هـ واستمر في القضاء، حتى صرف منه سنة 825هـ لإقامته العدل، وعدم محاباته لأحد فيه، وتصميمه في أمور لا يحتملها أهل الدولة، حتى شق على كثيرين، فصرف عن القضاء بعد أن مكث فيه ثلاثة عشر شهرا، وتكدرت معيشته بعد عزله، فلزم العبادة والعلم والتصنيف والإفادة إلى أن توفي مبطوناً شهيدا سنة 826هـ /1423م، وصلي عليه بالجامع الأزهر، ودفن ظاهر القاهرة .
من كتبه ” التحرير لما في منهاج الأصول من المنقول والمعقول”، و”شرح النجم الوهاج في نظم المنهاج”، وهو شرح على نظم والده نظم فيه “منهاج الوصول” ، ” البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ” ، و”فضل الخيل” و” الإطراف بأوهام الأطراف” للمزي ، و” رواة المراسيل”، و” حاشية على الكشاف”، و” أخبار المدلسين “و” شرح سنن أبي داود، و” تذكرة ” في عدة مجلدات ، و” ذيل ” في الوفيات من سنة مولده إلى سنة 793 هـ ، و” مبهمات الأسانيد ـ خ” في الأزهرية ، و” تحرير الفتاوى ـ خ” ، و” الغيث الهامع في شرح جمع الجوامع” للسبكي، في أصول الفقه، وهو من المؤلفات التي ينتفع بها، و” المعين على فهم أرجوزة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة” وغير ذلك. وله نظم ونثر كثير(33).
24ـ القاضي الفقيه الطبيب محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام ناصر الدين بن الشمس بن الجمال الدمشقي، ويعرف بابن تيمية (1350-1433م. كان يتعانى في التجارة ، ولي قضاء الإسكندرية مدة، وكان عارفاً بالطب.
وكان ينوب عن قضاء الإسكندرية عن قضائها في الأيام المؤيدية وغيرها، وله مرتب خاص انتقل بعده لولده، توفي بالقاهرة وقد جاوز السبعين من عمره(34).
25ـ الأديب والمؤرخ محمد بن ناهض الكردي الأصل، الجهني الحلبي ،ولد بحلب 757هـ / 1356م، ولع بالأدب. سكن القاهرة، ونزل الجمالية ومدح أعيانها، وعمل ” سيرة المؤيد شيخ “. قال السخاوي: أجاد ما شاء، وقرضها له خلق سنة 819 هـ ،وسافر إلى دمشق وسكنها، ورقت حاله، فاستجدى الناس بالمدح، وله نظم حسن. توفي بالقاهرة 831هـ/ 1438م. ولعل من تأليفه أيضاً ” بستان الناظر وأنس الخاطر”.
ومن شعره قوله:
كم دولة بفنون الظلم قد فنــــــيت وراح آثارهم من عكسهم ومحوا
وجاء من بعدهم من يفرحون بها وقال سبحانه ( حتى إذا فرحوا)(35)
26ـ الفقيه الشاعر أبو بكر بن علي بن عبد الله بن احمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر البرمكي، الاربلي، المارديني الأصل.
المولود بالقاهرة سنة 770هـ/1369م ، والمتوفى بها 855هـ /1451م، من آثاره” مصنف في صناعة الشهود”، و” منسك”، و” قصيدة في الكعبة”(36).
27ـ الصوفي عمر بن إبراهيم بن أبي بكر، البانياسي الكردي ثم القاهري الشافعي، ويعرف بعمر الكردي. نشا ببلاده. وقدم القاهرة بعد 840هـ. وتنزل في صوفية سعيد السعداء . وبعد مدة تحول لجامع قيدان على الخليج الناصري ظاهر القاهرة، وعمرت تلك الناحية لكثرة من يقصده من الخاصة والعامة للزيارة والتبرك بدعائه. وقد اجتمع به السخاوي وأثنى عليه. توفى سنة (868 هـ /1461م)، وكانت جنازته حاشدة(37).
28ـ المدرس والمحدث عمر بن خليل بن حسن بن يوسف الركن الكردي الأصل، ثم القاهري الشافعي (1396-1482م). كان يقال له ابن المشطوب لشطب كان بوجه والده. ولد بالقاهرة ونشأ فيها، وتعلم عن مشايخها، وسار إلى الشام وسمع من علمائها، ولي نظر جامع أصلم والتحدث على أوقاف طرنطاي الحساب، حدث، واشتغل بالتدريس، واستفاد من علمه خلق كثير مثل السخاوي، وقد بر وحسن ولزم بيته مديماً للتلاوة حتى توفي، ودفن بجامع سوق الغنم(38).
29ـ الأمير حسين الكردي القائد العسكري أيام السلطان قانصوه الغوري المملوكي. في آخر أيام هذا السلطان ظهرت الفرنج البرتغال وعاثوا في أرض الهند، ووصل أذاهم إلى جزيرة العرب وبنادر اليمن وجدة، فلما بلغ السلطان قانصوه الغوري ذلك جهز إليهم جيشا عظيماً بقيادة الأمير حسين الكردي، وجعل له مدينة جدة إقطاعا، وأمره بتحصينها، وعندما وصلها شرع في بناء سورها، وأحكم أبراجها في أقل من عام. ثم توجه بعساكره إلى الهند في حدود سنة 921هـ فاجتمع بسلطان كجرات خليل شاه فأكرمه وعظمه، وهرب الإفرنج عن البنادر لما سمعوا بوصوله، ثم عاد إلى اليمن وفتحها من ملوكها بني طاهر وقتلهم، وترك بها نائباً في زبيد اسمه برسباي الشركسي، وتم الأمر الذي لابد منه، وبعد ذلك عاد حسن الكردي إلى مدينة جده، وقدم مكة قبيل زوال دولة المملوكية. وورد أمر السلطان العثماني سليم الأول بقتله، فأخذه شريف مكة بغتة وقيده وشمت به، وأماته غرقاً في البحر الأحمر أمام جدة سنة 922هـ/ 1515م(39).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ دساتير سوريا

تاريخ دساتير سوريا    المعدلة – حسن ظاظا - تاريخ دساتير سوريا المرنة : بعد انسحاب العثمانيين من سوريا في 1 أكتوبر 1918 شكلت حكومة وطنية برئاسة علي رضا الركابي، وفي مايو 1919 وبناءً على اقتراح الأمير فيصل جرى عن طريق الناخبين الثانويين الذين انتخبوا نواب مجلس المبعوثان العثماني في إسطنبول عن ولايتي دمشق وحلب وفق القانون العثماني انتخاب أعضاء "المؤتمر السوري العام" أما في سائر مناطق بلاد الشام والمشمولة بولاية الحكومة نظرياً فقد اكتفي بعرائض وقّع عليها الأهالي لاختيار الممثلين، وفي 19 يونيو 1919 عقد المؤتمر السوري العام أول جلسة له وانتخب محمد فوزي باشا العظم رئيساً له وبعد اعتكاف هذا الأخير أصبح هاشم الأتاسي رئيساً للمؤتمر، وفي 8 مارس 1920 أعلن المؤتمر دون التنسيق مع الحلفاء "استقلال سوريا" وأعلن قيام المملكة السورية العربية وعيّن فيصل الأول ملكاً عليها، غير أن هذا الكيان لم يحظ بأي اعتراف دولي، رغم ذلك فقد شكل المؤتمر لجنة خاصة برئاسة هاشم الأتاسي مهمتها صياغة دستور المملكة وجاء الدستور باثني عشر فصلاً و147 مادة، ومن أهم ما جاء فيه أن سوريا "ملكي

بيروت: نوس سوسيال/ حوار مع الاعلامية كابي لطيف: قدري أن أكون في لبنان… شبعت غربة

  بيروت: نوس سوسيال                              حوار جومانا نصر قالوا «كابي لطيف في بيروت». وهل ثمة تردد في ملاقاة هذا الوجه الاعلامي الساحر الذي اشتقنا الى صوته وخبراته؟ في حضورها وهج ما يأسرك وينقلك من حيث لا تدري الى زمن الأبيض والأسود حيث كان للأصالة الاعلامية مساحة ولتلفزيون لبنان واذاعة بيروت كل العز. حنينها الى «بيروت» لم يخفت، لكن مجرد أن تطأ كابي لطيف مسرح طفولتها ومراهقتها وشبابها الذي تفتح مع أزيز القذائف، تخلع عنها رداء المهنة وتعود تلك المراهقة العاشقة لعاصمة لم تخلع يوماً رداءها. من فندق «لو غبريال» في منطقة الأشرفية حيث أقامت كابي لطيف أثناء زيارتها لبنان، كان هذا اللقاء الآسر كما صوتها الاذاعي… عشقها للوطن لا يوازيه عشق. مع ذلك تراها تعيش الغربة من دون ان تغفل مناسبة على الوطن الذي احبته حتى المسامحة. في زيارتها الأخيرة كانت المفكرة مليئة بمواعيد وطاولات مستديرة: وزير الثقافة غابي ليون، وزير الاعلام وليد الداعوق، شخصيات سياسية وفكرية… ولأن الوطن كان وسيبقى الهاجس الأول في مسيرة حياتها المهنية وحتى الشخصية، كان لبنان الفرح والحياة هو العنوان لسلسلة حلقات إذا

لسيرة الذاتية للكاتبة سهير القلماوي مصرية المولد وكردية الأصل

وأول من قامت بإنشاء أول مكتبة في صالة مسرح الأزبكية والتي تقوم فيها ببيع الكتب بأرخص سعر إنها الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي. حياتها ونشأتها لدت الكاتبة سهير القلماوي في القاهرة  من اب كردي وأم كردية الاصل مصرية الموطن   وكان ذلك في عام 1911، تربت وسط أسرة مثقفة تفتخر بالعلم وتقدره، كانت كاتبتنا تحب الإطلاع والقراءة حيث أن والدها كان يحب الكتب ولديه مكتبة ضخمة ذخيرة بكتب معظم الكتاب الذين لهم صيت عالي وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي، ابن إياس، طهحسين واستطاعت سهير القلماوي من خلال هذه الكتب تكوين موهبتها وشخصيتها الأدبية. في حلول عام 1919 تأثرت كاتبتنا بالنساء المصريات اللواتي قامن بالمشاركة في ثورة 1919 ومن أمثالهن صفية زغلول وهدى شعراوي وكانت هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها السيدات في الثورات، كانت سهير القلماوي ترغب في دراسة الطب إلا أن تم عدم قبولها وفي عام 1928 تخرجت من الكلية الأمريكية للفتيات إلا أنها قامت بتكريس حياتها في دراسة الأدب العربي وكان والدها يشجعها على  ذلك نجدها تعلمت الإرشاد واللغة العربية على يد الدكتور طه حسين الذي كان يرأس قسم اللغة ا