نسرين عبدالله توجهت في مستهل حديثها بالتحية لجميع نساء العالم اللواتي ساندن قواتهن في هذه الظروف العصيبة والحساسة التي تمر بها مناطق في شمال وشرق سوريا.
'علينا التحدث عن مواضيع استراتيجية'
وأشارت نسرين عبدالله إلى أوضاع النساء اللواتي يتعرضن للعنف في جميع أنحاء العالم بما فيها سوريا، وقالت "يجب أن تتم مناقشة الكثير من المواضيع الاستراتيجية، كون المشاكل المتواجدة على أرض الواقع بحاجة إلى طاقة كبيرة كي يتم تجاوزها.
وأضافت "إن الأنظمة والذهنية الذكورية المتواجدة لم تكن قوة لحماية المرأة، لأن مصدر المشاكل التي تعيشها المرأة هو الذهنية الذكورية والأنظمة التي تدير العالم الذي يدعي العدالة والمساواة والديمقراطية، إلا أنها لم تكن كما تدعي وواقعنا الحالي مثال على ذلك" .
'علينا أن نجعل من هذا اليوم يوماً للوصول إلى قرارات مشتركة تخدم جميع النساء لحمايتها في كل مكان'
وأشارت نسرين عبدالله إلى ضرورة اعتبار كل يوم نعيشه "هو يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، والتوقف بإمعان حول المشاكل التي تعاني منها المرأة، وأن نجعل من هذا اليوم يوماً لتصعيد النضال، ويوماً للوصول إلى قرارات مشتركة تخدم جميع النساء وحمايتها في كل مكان".
بناء آلية حماية مشتركة في كل مكان
وتطرقت أيضاً إلى أهمية إيجاد آلية حماية مشتركة لجميع النساء، "حينما يكون هناك آلية مشتركة للحماية من أجل كل النساء ستنتهي جميع الحروب الدائرة في كل مكان وخاصة في الشرق الأوسط".
وأشارت نسرين عبدالله إلى أن المرأة قادرة على إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل، "لأنها حين تحل مشاكلها فهذا يعني أنها قادرة على حل المشاكل الموجودة على أرض الواقع أينما كانت".
وأوضحت أن الآلية التي تتحدث عنها لا تتعلق فقط بالناحية العسكرية "كون آلية الحماية لها العديد من الجوانب منها السياسية والاجتماعية والحقوقية وغيرها، وتكون آلية لبناء نظام قادر على حماية جميع المجتمعات وليس المرأة فقط".
'لو كان هناك آلية حماية في شنكال لما تعرضت الإيزيديات للبيع والقتل'
وأشارت نسرين عبدالله إلى وضع النساء الإيزيديات اللواتي تعرضن لأبشع أنواع العنف من قتل وبيع وغيرها في عام 2014 وقالت: " رأينا أن المرأة لم تستطع أن تحمي نفسها لأنها كانت تدار من قبل الذهنية الذكورية والأنظمة الحاكمة، وكان هذا واضحاً في ما حصل في شنكال بحق النساء الإيزيديات من قبل مرتزقة داعش، لذلك هذا أمر ضروري ويجب التوقف عليه".
'لولا وحدات حماية المرأة ماذا كان سيحل بالنساء'
وتساءلت نسرين عبدالله حول مصير النساء في شمال وشرق سوريا لو لم تكن وحدات حماية المرأة موجودة منذ بد الثورة.
وقالت إن وحدات حماية المرأة ليست قوة عسكرية فقط، بل إنها قوة اجتماعية استطاعت أن تبني ثقافة الحماية في كل مكان، وكان لهذا أثر كبير على جميع المجتمعات وقوة تكاتفها ضد الجماعات المسلحة.
وأشارت إلى أن وحدات حماية المرأة أوصلت المرأة إلى مرحلة تثق فيها بقدراتها بعد أن كانت مهمشة من قبل الذهنية الذكورية، وأن تخرج من الظل وتنال ثقة جميع فئات المجتمع بالإضافة إلى أنها أصبحت وسيلة لبناء المساواة بين المرأة والرجل إلى حد ما".
'وحدات حماية المرأة تمثل فلسفة الحياة الجديدة'
وقالت نسرين عبدالله إن وحدات حماية المرأة تتبنى نهجاً نضالياً إيديولوجيا، تأسست في حالة الحرب ولم تتوقف حتى لو توقفت الحرب، كونها تمثل فلسفة الحياة الجديدة، تضم كل النساء.
'قتلوا هفرين لأنها تمثل شخصية المرأة المقاومة التي لم تقبل العبودية'
وتابعت نسرين عبدالله مؤكدة أن المرأة هي الطليعية في كل الانتفاضات والمظاهرات والجبهات، "وخير مثال على ذلك شخصية الشهيدة هفرين، التي قتلوها لأنها تمثل شخصية المرأة المقاومة التي لم تقبل العبودية، وكذلك الأم عقيدة المناضلة في الساحات الاجتماعية، والمقاتلة آمارة التي لم تقبل الاستسلام وقررت أن تضحي بحياتها، وكذلك المئات من المقاتلات اللواتي يقاومن والعشرات منهن وصلن إلى مرتبة الشهادة، لذلك يجب أن نصعد من هذا النموذج الذي تطور في شمال وشرق سوريا وتحتذي به النساء في جميع أنحاء العالم."
20' امرأة وأكثر من 40 مقاتلة استشهدن في مقاومة الكرامة ضد الاحتلال ومرتزقته'
ونوهت نسرين إلى أنه منذ 9 تشرين الأول تتعرض النساء لأشرس الهجمات من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته داعش وجبهة النصرة في شمال وشرق سوريا، وهدفهم الأساسي هو النيل من إرادة المرأة، مشيرة إلى أن 21 امرأة قتلن بشكل وحشي على أيدي المرتزقة والدولة التركية، كما ارتقت أكثر من 40 مقاتلة إلى مرتبة الشهادة.
وأشارت نسرين عبدالله إلى أن هذه الهجمات مخططة لها وهدفها الأساسي هو المرأة المقاومة، ولولا ذلك لما حدثت هذه الهجمات على المرأة.
بشعار "المرأة، حياة وحرية" نساء العالم يساندن مقاومة شمال وشرق سوريا
وأكدت نسرين عبدالله أن مقاومة نساء شمال وشرق سوريا كان لها تأثير كبير على جميع نساء العالم منذ بداية الثورة وحتى الآن "النساء في كل مكان يساندن مقاومة المرأة في شمال وشرق سوريا بشعار "المرأة، حياة وحرية".
'يجب أن نناضل كل يوم ضد العنف'
وناشدت الناطقة الرسمية لوحدات حماية المرأة نسرين عبدالله جميع النساء ألا يقتصر نضالهن فقط على اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف 25 تشرين الثاني، بل أن يصعدن من نضالهن في كل يوم من العام، مشيرة إلى أن نضالهن "سيحرر النساء والرجال والمجتمع ومعاً سيبنون حياة حرة لجميع الإنسانية".
تعليقات
إرسال تعليق