التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تركيا: دعوات لوقف نزيف قتل النساء والحكومة تقترح "حل" الإعدام


خاص نوس سوسيال: أنقرة
قتلت 360 امرأة في تركيا نتيجة العنف الأسري خلال شهر أغسطس/آب الماضي فقط، ما أثار غضب المدافعين عن حقوق النساء وكذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الأتراك. وتضاعفت حدة هذا الغضب مع انتشار فيديو يظهر جريمة قتل امرأة على يد طليقها أمام أنظار ابنتيهما. وفي ظل هذا الوضع، طرحت الحكومة "حل" إعادة تطبيق عقوبة الإعدام بحق المتورطين في جرائم القتل، وهو ما اعترضت عليه بشدة المنظمات الحقوقية.
إعلان
ارتفاع عدد جرائم قتل النساء في تركيا، أثار غضب العديد من المواطنين الأتراك، وعلى رأسهم المدافعين عن حقوق المرأة في هذا البلد. واشتدت حدة الغضب تحديدا عندما انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر مقتل امرأة على يد طليقها قبل أكثر من أسبوع من نهاية الشهر الماضي.
ونفذ الزوج السابق جريمته بحق طليقته أمينة بولوت أمام أنظار ابنتيهما. وذكرت صحيفة "ديلي نيوز حرييت" التركية أنه في لحظة من لحظات الجريمة سمع صوت الابنة، البالغة من العمر 10 أعوام، وهي تردد بألم كبير أمام مسمع أمها التي كانت تحتضر: "رجاء.. لا تموتي يا أمي".
وخلفت الجريمة موجة من الاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي. تحولت معها الضحية إلى رمز لجرائم القتل التي تروح ضحيتها النساء، إذ استخدم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف وسما باسم الضحية أمينة بولوت#EmineBulut .
وبلغ عدد النساء اللواتي قتلن في تركيا خلال شهر آب/أغسطس فقط 49 امرأة. وقتلت 214 امرأة في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري. كما سجل مقتل 440 امرأة في العام الماضي، فيما قتلت 409 في 2017، حسب أرقام نشرتها جمعية حقوق المرأة "نوقف قتل النساء" “We We Stop Femicides”.
"التركيات يدفعن ثمن تحررهن"
وتفسر ملاك أريماري، وهي إحدى الناشطات التركيات على منصة We Will End Femicide، نزيف قتل النساء في بلادها قائلة: "أظن أن التركيات يدفعن اليوم ثمن تحررهن لأن المجتمع يتطور في هذا الاتجاه. يفترض أن تواكب الحكومة هذا التغيير لكنها لا تفعل. إن مجرد تطبيق اتفاقية مجلس أوروبا حول الوقاية من العنف ضد النساء والعنف المنزلي ومحاربتهما، وكذلك قانون 6284 الذي اعتمده البرلمان التركي في مارس/آذار 2012، سيكون كافيا لخفض هذه الأرقام بشكل كبير.
وتتابع أريماري في ذات السياق: "لدينا القوانين الضرورية لحماية النساء لكننا لا نطبقها. وخطابات معاداة النساء يتم التغاضي عنها، كما أن تخفيف العقوبات عملة رائجة..."، مشيرة إلى أنه "عندما تتحدث وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية عن قضية أمينة بولوت فهي تظهر التزامها، لكن هذا لا يكفي. فعليها أن تعرب عن نفس الالتزام تجاه جميع أشكال العنف بحق النساء في البلد"، وفق ما نقله عنها موقع مراقبون.
وتطالب المنظمات النسائية بطرح حلول متقدمة تراعي الشكاوى التي تتقدم بها النساء في حال تعرضهن للعنف. وتلعب بهذا الخصوص الأجهزة الأمنية والقضاء دورا أساسيا في انتزاع المرأة التي تواجه العنف من تهديد الموت. لكن الحكومة جاءت بـ"حل" راديكالي لم يرض المدافعين عن حقوق الإنسان.
الحكومة تطرح "حل" الإعدام وتثير سخط الحقوقيين
وطرحت الحكومة التركية فكرة إعادة تطبيق عقوبة الإعدام ضد المتورطين في جرائم القتل بما فيها تلك التي تذهب ضحيتها النساء، لكن هذا الطرح الحكومي في مواجهة الظاهرة لم يلق ترحيبا من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان، لتنقل بذلك الجدل الدائر إلى مستوى آخر.
وأدى الجدل الجديد حول الإعدام بحق المتورطين في عمليات القتل إلى ظهور هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي "عقوبة الإعدام ليس حلا" # idamçözümdeğil، اعترض من خلاله الناشطون الأتراك على تطبيق عقوبة الإعدام مجددا في بلد أتاتورك.
وكانت تركيا ألغت رسميا تطبيق عقوبة الإعدام في نهاية 2003، بضغط من الاتحاد الأوروبي، الذي اشترط ذلك ضمن جملة من الشروط الأخرى لقبول انضمام أنقرة إلى الأسرة الأوروبية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ دساتير سوريا

تاريخ دساتير سوريا    المعدلة – حسن ظاظا - تاريخ دساتير سوريا المرنة : بعد انسحاب العثمانيين من سوريا في 1 أكتوبر 1918 شكلت حكومة وطنية برئاسة علي رضا الركابي، وفي مايو 1919 وبناءً على اقتراح الأمير فيصل جرى عن طريق الناخبين الثانويين الذين انتخبوا نواب مجلس المبعوثان العثماني في إسطنبول عن ولايتي دمشق وحلب وفق القانون العثماني انتخاب أعضاء "المؤتمر السوري العام" أما في سائر مناطق بلاد الشام والمشمولة بولاية الحكومة نظرياً فقد اكتفي بعرائض وقّع عليها الأهالي لاختيار الممثلين، وفي 19 يونيو 1919 عقد المؤتمر السوري العام أول جلسة له وانتخب محمد فوزي باشا العظم رئيساً له وبعد اعتكاف هذا الأخير أصبح هاشم الأتاسي رئيساً للمؤتمر، وفي 8 مارس 1920 أعلن المؤتمر دون التنسيق مع الحلفاء "استقلال سوريا" وأعلن قيام المملكة السورية العربية وعيّن فيصل الأول ملكاً عليها، غير أن هذا الكيان لم يحظ بأي اعتراف دولي، رغم ذلك فقد شكل المؤتمر لجنة خاصة برئاسة هاشم الأتاسي مهمتها صياغة دستور المملكة وجاء الدستور باثني عشر فصلاً و147 مادة، ومن أهم ما جاء فيه أن سوريا "ملكي

بيروت: نوس سوسيال/ حوار مع الاعلامية كابي لطيف: قدري أن أكون في لبنان… شبعت غربة

  بيروت: نوس سوسيال                              حوار جومانا نصر قالوا «كابي لطيف في بيروت». وهل ثمة تردد في ملاقاة هذا الوجه الاعلامي الساحر الذي اشتقنا الى صوته وخبراته؟ في حضورها وهج ما يأسرك وينقلك من حيث لا تدري الى زمن الأبيض والأسود حيث كان للأصالة الاعلامية مساحة ولتلفزيون لبنان واذاعة بيروت كل العز. حنينها الى «بيروت» لم يخفت، لكن مجرد أن تطأ كابي لطيف مسرح طفولتها ومراهقتها وشبابها الذي تفتح مع أزيز القذائف، تخلع عنها رداء المهنة وتعود تلك المراهقة العاشقة لعاصمة لم تخلع يوماً رداءها. من فندق «لو غبريال» في منطقة الأشرفية حيث أقامت كابي لطيف أثناء زيارتها لبنان، كان هذا اللقاء الآسر كما صوتها الاذاعي… عشقها للوطن لا يوازيه عشق. مع ذلك تراها تعيش الغربة من دون ان تغفل مناسبة على الوطن الذي احبته حتى المسامحة. في زيارتها الأخيرة كانت المفكرة مليئة بمواعيد وطاولات مستديرة: وزير الثقافة غابي ليون، وزير الاعلام وليد الداعوق، شخصيات سياسية وفكرية… ولأن الوطن كان وسيبقى الهاجس الأول في مسيرة حياتها المهنية وحتى الشخصية، كان لبنان الفرح والحياة هو العنوان لسلسلة حلقات إذا

لسيرة الذاتية للكاتبة سهير القلماوي مصرية المولد وكردية الأصل

وأول من قامت بإنشاء أول مكتبة في صالة مسرح الأزبكية والتي تقوم فيها ببيع الكتب بأرخص سعر إنها الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي. حياتها ونشأتها لدت الكاتبة سهير القلماوي في القاهرة  من اب كردي وأم كردية الاصل مصرية الموطن   وكان ذلك في عام 1911، تربت وسط أسرة مثقفة تفتخر بالعلم وتقدره، كانت كاتبتنا تحب الإطلاع والقراءة حيث أن والدها كان يحب الكتب ولديه مكتبة ضخمة ذخيرة بكتب معظم الكتاب الذين لهم صيت عالي وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي، ابن إياس، طهحسين واستطاعت سهير القلماوي من خلال هذه الكتب تكوين موهبتها وشخصيتها الأدبية. في حلول عام 1919 تأثرت كاتبتنا بالنساء المصريات اللواتي قامن بالمشاركة في ثورة 1919 ومن أمثالهن صفية زغلول وهدى شعراوي وكانت هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها السيدات في الثورات، كانت سهير القلماوي ترغب في دراسة الطب إلا أن تم عدم قبولها وفي عام 1928 تخرجت من الكلية الأمريكية للفتيات إلا أنها قامت بتكريس حياتها في دراسة الأدب العربي وكان والدها يشجعها على  ذلك نجدها تعلمت الإرشاد واللغة العربية على يد الدكتور طه حسين الذي كان يرأس قسم اللغة ا